في نيس، على حافلة إلى شقتي، انكسر الملل بصعود فتيات بفساتين بلا أكمام عائدات من حفل. تركتُ متابعة واجهات المحال وبدأت بتأملهن.
في الرابعة والعشرين ولم أكن رأيتُ نساء بأكتاف عارية. لا يمنع فساتينهن من الإرتخاء إلا نهودهن المدورة. هكذا ظننتُ. سحرتُ بلمعان الأضواء على صدورهن المنحدرة بنعومة.
بينهن فتاة هادئة، بدتْ منزوية، تمتلك تفصيلاً لم يكن مألوفاً لي، وجه شاحب مدور، عنق طويل وصدر رائع، لكن التفصيل الأجمل، هو عظمة الترقوة، ظاهرة برقة، تغتسل بأضواء المدينة.
لم أجد في العربية، قصيدة واحدة تحتفل بعظمة الترقوة، الكلمة نفسها غير شاعرية ولا جميلة، الترقوة!
في أجساد الفتيات اللائي عرفتهن، لم أجد أي عظمة، صدورهن الممتلئة تكتسح حتى أكتافهن، صالحة لوضع الرأس عليها ربما للبكاء والتقبيل، ليست أكتاف للتأمل، فتيات بلا ترقوة!!
“ماذا تفعل بهذه العظمة، ما بك؟”. سألت إحداهن بعد أن لاحظت خيبتي من عدم امتلاكها لواحدة.
“هي مسألة كتابة، مايكل اونداتجي ألف المريض الإنكليزي، بداية من تلك الحفرة في عنق المرأة، أنا أبحث عن الترقوة! الجمال يبدأ من هناك: ترى الترقوة، تعرف الخصر”.
“أنت أحمق كما يقولون، صحيح؟”.
“اسمعي، وجدت تلك الفتاة، تعرفين؟ صغيرة وتزن أقل من 50 كجم، باهي مش متأكد بس تبدو كأنها تمتلك واحدة. الترقوة مخادعة، لكنها تبدو ….”.
“طلبت منها؟”.
“مرات تكون البنت رقيقة بس بلا ترقوة”.
“تعرف شكله صح ما يقولونه عنك، أنت أحمق”.
“حالياً أفكر كيف أقنعها، لو إنك لم تكون بقرة بلا ترقوة، لم أكن أبحث عن عنزة بترقوة”.
“هييي، أمسك روحك، حفيت عشان توصلني”.
“صدقيني لو عرفت عندك أكتاف أندر تياكر ما تعبت نفسي”.
“نبيك تعرف شيء واحد بس، أنت أكثر حد ندمت إني عرفته في حياتي، وأنا ما درت شيء درته إلا لأني حبيتك مش أكثر ما دام وصلت للمعايرة فهاذي حدها”.
ربي ترقوة وتعالي!!