الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
استضاف مجمع اللغة العربية بطرابلس ظهر يوم السبت 9 من شهر سبتمبر الجاري محاضرة عبر تقنية (الزووم) الإلكترونية من العاصمة الأردنية عمّان الدكتور “سمير شريف استيتية” العضو بمجمع اللغة العربية بالأردن المحاضرة جاءت بعنوان (البلاغة الصوتية في العربية)، وذلك ضمن البرنامج العلمي والثقافي للمجمع لعام 2023م، ومن تقديم الدكتور “محمود فتح الله الصغير”، حيث أشار الدكتور استيتية في ضوء مجموعة من المحاور إلى الخصائص النطقية لبعض الأصوات التي من شأنها تسهيل عملية النطق، كما عرّج على نقاط الائتلاف في مسألة تكوين بلاغة الصوت متطرقا للتنوع الكمي للصوت منعزلا وفي البنية، والظواهر التصويرية للصوت علاوة على الدلالات التي يؤديها الصوت.
وظائف الأصوات
وأوضح الدكتور استيتية أن الشائع والمتداول أن البلاغة لا تكون إلا في النظم الذي تأتلف من خلاله الأصوات والكلمات فليس من المعهود أن يقال إن للصوت بلاغة يؤديها برغم أن هذا الأمر ماثل في اللغة العربية، مضيفا بأن التراكيب من جعبة الأصوات التي يؤدي ائتلافها إلى النظم، وحسب رؤية الدكتور استيتية أنه لولا الوظائف التي يؤديها الصوت في الكلمة العربية، وفي التراكيب ما كانت البلاغة، مبيّنا في المقابل إن للأصوات وظائف غير وظائف التكوين الكلمي أبرزها وظائف التمييز الدلالي فقد جُعلت الأصوات لتكون دليلا على تلك الوظائف، فيما لفت الدكتور استيتية إلى أن الخصائص الفيزيائية والنطقية لبعض الأصوات حينما نتأملها نكتشف أنها تؤدي وظائف أساسية في عملية النطق وإنتاج الكلام، وبالتالي يؤكد الدكتور استيتية أن المسألة لا تقتصر وظيفتها على إظهار الصوت نفسه بقدر ما تشمل عملية النطق كلها.
مفهوم البلاغة
بينما توقف الدكتور استيتية كذلك عند بعض المسائل الأساسية في مفهوم بلاغة الصوت فمن ضمن تعريفاته أنه ينوب عن معنى أو جملة من المعاني فيرقى التركيب بالصوت، وهذا حد من حدود البلاغة وفق مدلولها الواسع، بالإضافة لصورة من صورها الراقية، وأوضح الدكتور استيتية بأن صور البلاغة أنها تُحدث لدى متحدثها راحة عندما يتكلم لدرجة أن أحد المستشرقين نُقل عنه قوله (جاء العربي ليتكلم فإذا به يُغني)، وأردف بالقول : إن الذي يحدث في حالة نطق الستة عشرة صوتا هو أن الهواء ينسلب عند نطق هذه الأصوات حيث ينسلب من الفم والأنف في آن بنسبتين مختلفتين فأكثر الهواء في هذه الحال يخرج من منطقة الفم وأقله من منطقة الأنف فيحصل في ذلك ما يُسمى تأنيفا، ما يعني بأننا نستريح في كل صوت من هذه الأصوات الستة عشر إذا كانت مسبوقة بحرف النون الساكنة بعبارة أدق نحن نتنفس البلاغة من ناحية الفيزيائية النطقية التي لها أثر على تكوين الإنسان على قاعدة أن اللغة تؤثر في الإنسان وتتأثر به، كما تناول الدكتور استيتية عدة شواهد على البيئات اللغوية.