هو ذا أنا درويشٌ
من أبٍ درويش
يرجم العتمة بالضوء
له جريرة الغناء
حالب الفرح من ثدي الليالي
المثقلة بالأحاجي والفخاخ
منذورٌ لبكاء المواويل القديمة
في قلبه يسكن الوطن
اقود هزائمي يا أبي
بصُفرة الأحلام
على مهل
صرتُ نبياً للوجع
أخترع الضحك
على وجه القصيدة الدامعة
أراني كالأساطير القديمة
معلقاً بين الحقيقة والسحر
لم أجدني بعدك
يا أبي
اتفرس في أوجه الدراويش
الراحلين
لعلي أتهجى وطناً
يرانا في بياض الحالمين بالخلاص
لم نرحل بعد
يا أبي
مازلنا نحدق في أمل بعيد
يقرأ عذاباتنا
من منفى إلى منفى
قبل أن يأكلنا الموت بشهية
على متن الخراب.