رحلة ايشي من طرابلس إلى سبها رفقة احبيب هي رحلة مليئة بالمشاعر تفيض أحداث الرواية جمالا وألقاً.
قرأت معظم أعمال الكاتبة عائشة الأصفر وأسرتني إيشي جداً، أحاول في هذه السطور أن أقدم رأي في الرواية كقارئة.
منذ أن بدأت إيشي تسرد حكايتها والحافلة تهتز في طريقها إلى سبها بدأنا نرى المشاهد من حولها، ” يا ربي يا ربي ماذا أقول؟” تحكي حكايتها مع صديقة لها تشاركها نفس الاهتمامات وتحكي عن عائلتها وطفولتها بشجن، من حديث ايشي عرفنا كيف كانت حياتها كخادمة أثيوبية في بيوت البعض وما عانته خلال تواجدها لنراها تحاول الإفلات في كل مرة من عثرات مختلفة وقبل ذلك حياتها كطفلة تلهو قرب أمها في قرية بعيدة.
إيشي الاستاذة الجامعية بين طلبتها وزملائها وكتبها ثم تظهر كخادمة تبحث عن سبيل للنجاة.
احبيب في المقابل يرافق ايشي في رحلتها ويرافقها كذلك في العديد من المشاهد وفي الرواية يسرد لنا حكايته مع ايشي من جهة أخرى، احبيب استوقفني الاسم كثيرا، نحن لا نطلق اسما كهذا على شخص ما الا إذا كان له مقدار خاص من المحبة عندنا.
احبيب يتعرض في طفولته لمواقف كثيرة بسبب تشوه في وجهه لكنه لم يجد القوة والشجاعة للمواجهة، يحاول أن يحكي لا يشي عن مخاوفه وأن يتحرر مما كان يحمله لفترة طويلة.
الحياة في سبها هادئة، إلى أن اجتاحتها أحداث أفزعت الحياة الآمنة، “يتقاتل القادة ويدفع الأبرياء الثمن”، هذه هي نتيجة الحروب دائما، تصف لنا الكاتبة مشهد الصغيرة بين أحضان الخالة ازهيرة ضحية لرصاصة طائشة.
غياب الأب وتزمهر الجد ثم وفاته ما جعل احبيب يعيش في فقدان أكبر، تفرق العائلة وصراع في الحي بين أطراف مختلفة.
تقترب الحافلة من المحطة لكن تأتي النهاية سريعا لتنتهي القصة.
“احبيب”، “ازهيرة”، “ازميزم” أسماء تطل علينا في الرواية لكل منها حكاية واستخدام جميل جدا للكاتبة لهذه الأسماء، كما أن الرواية تحوي على بعض مقاطع من الأغاني والأهازيج الجميلة التي تريح القارئ كلما اندمج مع النص.