زيد العلواني
أخذنا موعدا في مطعم نتعرف عليه لأول مرة، جلسنا حول طاولة مستديرة.
لأول مرة..
ألقينا نظرة على قائمة الأطباق، ونظرة علىقائمة المشروبات، ودون ان نلقي نظرة على بعضنا. طلبنا بدلا من “عصير الخوخ ” شيئا منالخوف. و بدلا من طبق الكباب : الكثير من الكذب.
وضعنا قليلا من الثلج في كأسالخوف، واضفنا قليلا من التهذيب في كلماتنا، تاركين خوفنا في جيوبنا. تحدثنا في الأشياءالتي لا تعنينا، تحدثنا كثيرا في كل شيء. وفي اللاشيء. تناقشنا في السياسة وفي الحرية المرأة والدين
وفي التقاليد والعرف، اختلفنا في أمور لاتعنينا، ثم اتفقنا على أمور لا تعنينا، اختلفنا بتطرف، لنثبت أننا موجودين،
تناقشنا بصوت عال. حتى نغطي على صمت قلبنا الذي عودناه علىالهمس، نظرنا لساعتناخوفا ان يرانا احداً، نسينا أن ننظر لبعضنا بعض الشيء.
ساد الصمت لدقائق، ثم عدنا وجاملنا بعضنا، بوقت إضافيللكذب، كذبنا على بعضنا بصدق مدهش، وكنا صادقين لاقصى حدود الكذب
كان الحب غائبا عنا، ناب عنه الكذب، تحول إلى “نادل” و ” جرسون”، يلبي طلباتنا علىعجل، لكي نغادر المكان.
كانت وجبة ليس لها طعم مثل لقائنا، عندما يفقد الحب معناه، يبدو العشاق أغبياء، فلم البقاء.. أيها الحب.. كثير علينا كل هذا الكذب. حان وقت الانسحاب.