متابعات

العوّامي يكشف عن الوجه الآخر للرحالة والمستكشفين في ليبيا

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة (الوجه الآخر للرحالة والمستكشفين في ليبيا) للدكتور “رمضان الصالحين العوامي”

استضافت قاعة المجاهد بالمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بمدينة طرابلس محاضرة أدارها وقدمها الدكتور “علي الهازل”، وألقاها الدكتور الباحث “رمضان الصالحين العوامي” بعنوان (الوجه الآخر للرحالة والمستكشفين في ليبيا)، وذلك مساء يوم الأربعاء 26 من الشهر الجاري في إطار النشاط الثقافي الأسبوعي للمركز لعام 2023م، وأشار المُحاضر الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم التايخية من أكاديمية ردفي كامبريدج في توطئته الاستهلالية إلى أنه حاول من خلال مبحثه هذا أن يلتمس طريقا للتعرف على الوجه الآخر للرحالة والمستكشفين اللذين عبروا الأراضي الليبية شرقا وغربا وجنوبا إبّان العقود والسنوات المنصرمة، موضحا بأنها محاولة لإظهار حقيقة تلك الرحلات والمغامرات المرهقة والباهظة التكاليف، والتي تصل أحيانا إلى أن تكلف أولئك الأشخاص حياتهم، وحين نقف تمام على تلك الإرادة وذاك التصميم من أجل اكتشاف الأرض الليبية بتلكم الحملات المتواترة فرادى كانت أو جماعات في الفترة الممتدة من آواخر القرن الثامن عشر وحتى أوائل القرن العشرين، وأردف قائلا : إن هدفنا هو إدراك أكبر من مجرد استكشاف أراض مجهولة، ونستشف إن نتائج كشوفات أولئك الرحالة عبارة عن تقارير استطلاعية دقيقة تمهيدا لغزو ما، وأكد المُحاضر بأن الرحالة والمستكشفون كانوا يستأجرون أدلاء ليبيين لإرشادهم إلى المواقع التي يعتزمون استكشافها.

الرحالة العرب
متطرقا بالقول بخصوص الرحالة والجغرافيون العرب إلى أن معظم ما يرد في مؤلفاتهم لا يعدو عن مجرد مشاهدات على طريق القوافل التي كانوا يسلكونها، وتتشابه رواياتهم إلى حد كبير وجُلها اقتصر على ذكر المسافات بين المناطق والمدن، اما فيما يتعلق بالرحالة والمستكشفون الأجانب فأوضح المُحاضر بأن من أوائل هؤلاء اللذين وطئت قدماه الأرض الليبية هو الطبيب الجرّاح الفرنسي “كلود جرا نجيه” حيث استغرقت استكشافاته بالبلد مدة عام من عام 1733 وحتى عام 1734م، والرحالة المذكور قام بعدة رحلات بحرية بين شرق ليبيا وغربها، وبالتالي أجرى عدة دراسات حول النباتات بمختلف المناطق، ليرسل البعض من بذورها إلى فرنسا علاوة على قيامه بالكشف الأثري في شرق البلد، وإرسال خيول ليبية من فصيلة (لوموزين) إلى فرنسا.

النشاط الفعلي للمستكشفين الأجانب
كما بيّن المُحاضر أن البداية الفعلية لهذا النشاط المحموم حسب تعبيره كان بتأسيس الجمعية الإنجليزية لاكتشاف إفريقيا فكان أول اجتماع لها بتاريخ التاسع من شهر مايو لعام 1788م، والجهة التي مولت هذه الجمعية عدة بعثات للكشف عن القارّة الإفريقية، وتابع قائلا : إن أول محاولة في هذا الصدد انطلقت من الأراضي المصرية حيث تم تكليف البحار “لديارد”، ولكن هذه المحاولة فشلت بسبب موت هذا المستكشف قبل أن يتمم رحلته فاتخذت الجمعية من مدينة طرابلس نقطة انطلاق لبعثاتها، من جهة أخرى تطرق المُحاضر لأبرز ما تناوله المستكشفون منتقدا إياه في ضوء الرحلة التي قام بها طبيب الأعشاب السرديني “باولو دي لا شيلا” خلال الربع الأول من القرن التاسع عشر إذ حاد وانحرف هذا الطبيب عن المهمة المناط بها أو التي إدعى بأنه قد جاء من أجلها ليولي اهتمامه بشؤون أخرى، مشيرا في ذات الإطار إلى أن الطبيب المذكور رافق قائد الحملة العسكرية “أحمد ابن يوسف باشا القرمانلي” حين خرجت من طرابلس متجهة نحو برقة عام 1817م على إثر نشوب صراع على السلطة بين أفراد الأسرة القرمانلية الحاكمة أوان ذاك الزمن.

النظرة الدونية
من جانب آخر يرى المُحاضر إن اهتمامات الرحالة والمستكشفين كان ينصب دائما حول خصوبة الأرض، وضرورة الاستيلاء عليها دون إعارة النظر لأهلها بل يتم تجاهلهم بشكل كامل، وإن ورد ذكرهم يتم نعتهم وتوصيفهم بالمتخلفين والجهلة، فينظر إليهم بنظرة ملؤها التعصب الأعمى، الأمر الذي يقف حائلا دون الاستفادة مما كتبوا عن حياة السكان في تلكم الفترة كون أن ما كتبوه ودوّنوه حولهم كان مخالفا تماما لوجه الحقيقة.

مقالات ذات علاقة

الديك يُحلل التجارب الليبية في الدساتير والانتخابات

مهند سليمان

الباحث أحمد دعوب: قضية نقاء التراث الغنائي مسألة شائكة

مهنّد سليمان

اختتام «هنا بنغازي» بمسرح إبداعات الطفولة

المشرف العام

اترك تعليق