ميسون أسعد | سوريا
لا أملك يقيناً واحداً..
ارتاب في كل شيء؛
زرقة البحر،
بياض الثلج،
سواد الليل،
لون الصوت، ورائحة الهواء.
كلّ شيءٍ مثيرٍ للارتياب؛
أقلّب البسمات بيدي قبل تناولها،
أسقي النار من الكوب قبل أن أشربه،
وقبل أن أنام أعض المخدة..
في المرآة؛
أمدّ لساني للمرأة الواقفة قبالتي،
تمدّ لسانها،
أرفع يدي
ترفع يدها،
أذرف دمعةً للداخل
فلا تفعل،
أكسرها وأمضي..
بالأمس؛
ناولني شخص لا أعرفه تفاحة حمراء
وغادر مبتسماً،
لم أجرؤ على أخذ قضمة واحدة؛
لا زلت أحملها بارتياب!
صباحاً
لم أسمع صياح الديك
سمعت نعيق غراب،
فنمت على الجانب الآخر
وفات قطار النهار، وأنا أنتظر صياح الديك لأستيقظ!
في البيت أتأكد من إغلاق كلّ الأبواب،
مرة …مرتين.. ثلاث
فأنا لا أثق حتى بذاكرتي،
أخشى الأبواب المفتوحة،
فالباب المفتوح على مصراعيه مثيرٌ للريبة!
أطهو القصيدة..
وأرميها قبل أن أضعها على المائدة،
اقول ربما لم تنضج كفاية، او ربما أفرطت في إضافة الملح!
مرّة.. قرّرت أن اتخذ يقيناَ يحمل عني كتفا في هذه الحياة؛
لكن ما حدث أنه كان أثقل من الحياة نفسها..
تخليت عنه وأسلمت أشرعتي للشك…!