الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
بعد غياب امتد لما يُقارب عن الخمسة أعوام ونيِّف استضاف بيت اسكندر للفنون بالمدينة القديمة طرابلس افتتاح المعرض الشخصي الحادي عشر الذي حمل عنوان (آفاق) للفنان التشكيلي الدكتور”بشير حمّودة”، وذلك مساء يوم السبت 3 من شهر يونيو الجاري، وسط حضور النخب الفنية والثقافية والإعلامية، ويشارك الفنان حمّودة بعدد كبير من اللوحات التشكيلية ذات الأحجام المتفاوتة وزخم الأفكار المتراكم حيث يُحلِّق حمّودة داخل آفاقه بسلسلة تترابط خيوطها لتصلها بمِداد البنفسج، وهو يترك آثار استحمام الشمس على جبين البحر يُطِّهر جلده بمداه اللامتناهي.
اللوحة الدالة
إن رمزية الألوان تشكل منفذا للوحة، ودلالة تُحقق شروط ولادة عالم يوازي الأشكال الكلاسيكية للغة المنطوقة والناي المفرط في أشجانه، ولاريب بأن المتلقي سيرى صوغ كُتب بدم الأحمر وتورّم الأزرق وخجل الأسود الموصوم بإرث أنهكه فمدائن حمّودة قوامها وطن قد حان زمن التبشير بانبلاجه كما الوجوه في بعض اللوحات إذ تظهر حينا كالأشباح وحينا آخر تصرخ دونما صوت يسمعه أحد كأن العالم قد أصابه الصمم، ويستاءل المتلقي عما يشيعه فن بشير حمّودة من أسئلة يحتكم إليها الفنان محاولةً منه لشق درب من اتجاهين يضمن مخرجا آمنا وسط مجاهل الغد.
الجوانب التعبيرية والانفعالية
يشير الفنان والناقد التشكيلي “أسامة النعاس” في مقاربته لتجربة الفنان “بشير حمّودة” إلى أن الجديد والاستثنائي في معرض (آفاق) هو جنوح الفنان حمودة للكشف عن الجوانب التعبيرية والانفعالية لدى شخصيته إنه جانب كان ولايزال يحتبئ ويتوارى خلف صرامة الشكل وعقلانية التكوين وحيادية الرؤية واللون، مضيفا بالقول أن المتأمل الحاذق يعلم بأن هذا الجانب في الحقيقة هو ما يُضفي ذاك العمق السرمدي وفخامة البناء والتكوين، ليؤكد على الحضور القوي للذات في أعمال الفنان “بشير حمّودة”.