طيوب عربية

بكاءُ الشراشف

راوية الشاعر | العراق

من أعمال التشكيلي الليبي جمال الشريف (من معرض دمى)
من أعمال التشكيلي الليبي جمال الشريف (من معرض دمى)

تركتُ بعضي هناك
على وريد بـرائحة موج
على صدر بـرونق قارب
وقافلة من الوجع
تسبحُ بمجداف السؤال


تركتُ شفتَكَ خلف جلدي
ترمي شباك الحاجة
ليتها تصطادُ فماً
مطعوناً
بــ رهان خيط
لسنارة تحملُ طُعماً
لزفير دهشة يُثقبُ شراع العزلة


تركتُ جحافل سخونتك
تقاتلُ على جليد عنق
لا خسارة لدمع نصل
ولا هدنة للمعة درع
ولا ربح لتاجر ولهٍ


تركتُ وجهك الشتائي جداً
وصورةً لرعش أحمر
وتذكاراً لخلد منقوع
بالبخور والأغاني


لم أصطحبْ معي
سوى قارورةِ تنهيد
أرشُّ بــ مائِها تعاويذ
لــ رغبة مستعرة
خلفَ ستار
جَرَّني بك وجَرَّك بي
للالتصاق
للإيمان
للاحتماء
بــ أمنية لـجسر مكسور
وعباءة لـجسد مغوار
وخيمة من زجاج
تسرُّ ذاكرة الحب
فكلما قفزَ الموال
تحركتْ حناجر الوقت بــ الهتاف
وكلما استحى رمشُ الوسائد
تكالبتْ الشراشفُ بالبكاء


لم أصطحبْ معي
سوى قارة من غيبوبة زرقاء
تتكئُ على قصب منخور
يصنعُ من جلدي طائرة
لا تكلُّ في حمل الحقائب
ولا تخشى مطبات الفراق
ولا تعرفُ مدرجا
يحملُ عرقَ عناقنا المسافر
في وهم الأضواء.

مقالات ذات علاقة

المجتمع واللغة والتاريخ من منظور فلسفي

إبراهيم أبوعواد (الأردن)

القلم والحرف

هاني بدر فرغلي (مصر)

توكتوك تشرين يتجلى

آكد الجبوري (العراق)

اترك تعليق