متابعات

صفحة منسية من حياة الشيخ عريبي تحت مجهر المزداوي

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة (الشيخ محمد حسن عريبي…صفحة منسية من حياته) -منتدى المناضل بشير السعداوي الثقافي

في إطار استئناف موسمه الثقافي لصيف عام 2023م استضاف منتدى المناضل بشير السعداوي الثقافي بطرابلس محاضرة بعنوان (الشيخ محمد حسن عريبي…صفحة منسية من حياته) ألقاها الكاتب “حسين المزداوي”، وقدمها وأدارها الشاعر “خالد درويش” وسط حضور لفيف من الكتاب والبُحّاث والمهتمين، وذلك مساء يوم الثلاثاء 20 من الشهر الجاري حيث أشار المزداوي في توطئته إلى أن الشيخ الراحل عريبي قد ألّف كتيبا مغمورا بعنوان( الليبيون وأبناء العمومة في حرب فلسطين)، وأضاف المزداوي بأن أهمية هذا الكتيّب ليس في بلاغة كتابته وصياغتها التي جاءت في شكل حوار مقتضب مع صديق، وكذلك ليس بحجم المعلومات كونه لا يزيد عن 31 صفحة من الحجم الصغير بقدر ما تجيء أهميته مما ورد فيه من جمل عارضة استغلت من قبل الدولة الصهيونية في فلسطين وقراصنتها واتخذت منها ذريعة بأن العرب بامتدادهم الواسع سيلقونها في البحر،وتابع المزادوي : نشطت الدبلوماسية الإسرائيلية في هذا الاتجاه، حتى أن الأمر استرعى انتباه الرئيس عبد الناصر كما يقول هيكل في كتابه (خريف الغضب، ص ص 216 – 217) فشكل لجنة بل لجاناً في كل وزارة للتقصي والبحث عن أي تصريح رسمي، أو أي وزير أو مسؤول مصري تلفظ بهذه العبارة، أو ما شابهها.

مصدر للقلق
وأوضح المزداوي أنه بعد لأي لم تجد هذه اللجان إلا كتيباً صغيرا طبع قبل ثورة يوليو 1952 ورد فيه مثل هذا القول، ومع ذلك لم يذكر هيكل اسم هذا الكتيب الصغير المثير للجدل، الذي كتبه جارنا وصديقنا الحاج محمد حسن عريبي، رحمه الله. وأصدره في مصر عام 1951 عندما كان طالباً في الأزهر، وأضاف المزداوي بالقول : لقد نشطت الدعاية الإسرائيلية في تضخيم جملة صغيرة وردت في هذا الكتيب، وأفرغتها من (حمولتها البلاغية) ومن فورتها الآنية الصادرة عن شاب متحمس عائد لتوه من الحرب، لا يشغل أي منصب رسمي، سوى أنه ضليع في أمور البلاغة واللغة العربية، ورأى رأي العين ما فعلته عصابات الهاغاناه وشتيرن وإرغون وغيرها من العصابات، من تنكيل ومذابح ضد أبناء فلسطين، فنسخت ومسخت ما جاء في كتيبه الصغير ونفخت فيه من حقدها وغشها وتلاعبها.

وواصل المزداوي قائلا : إن الصورة تتضح ووجب أن نتوقف هنا أمام ما ذكره الراحل محمد عريبي من أنه بعد اتفاق الهدنة عام 1949 وخروج المقاتلين العرب من فلسطين: ذعر النساء والأطفال من ورائنا، وفزعوا إلينا، ومنهن من عُريت رؤوسُهن وانحسرت جلابيبهن، وطاشت نظراتهن .. فهاجت نفوسنا، وثارت حميتنا، وارتفع ضجيج الجند مستاء من إحالة قيادته دون الانتقام لإخوته ثم هو يصف حال هؤلاء الجند الليبيين: (وإن لهم لبطشاً ما لو أطلقت يدهم لألقوا عدوهم بالبحر الأبيض).. إذن هو مجرد كلام بلاغي لوصف قوة رفاقه الليبيين الذين لا يزيدون على العشرات.

أهمية الكتيّب
من جهة أخرى تحدث المزداوي عن قصته مع الشيخ الراحل عريبي وكتابه مؤكدا بأن له مع هذا الكتيب قصة طريفة ومعقدة، فعندما علمت من أحد تلاميذ المؤلف في فترة الخمسينيات الصديق الراحل “محمد البخبخي” صاحب مكتبة سبها بشارع ميزران، بوجود هذا الكتيب، الذي قال لي بأن أستاذهم في الثانوية “محمد حسن عريبي” وزع عليهم عام 1953 تقريباً نسخاً منه، وأنه كان يحتفظ بنسخته حتى وقت قريب، عندما تعرضت مكتبته في البيت للسرقة، وكانت تحوي الكثير من الكتب النادرة مضيفا كنت في ذلك الوقت أعد عملاً ببليوغرافياً عن السير الذاتية والذكريات والمذكرات والرحلات عند الليبيين، لنشره في مجلة عراجين، بطلب ودعوة مكتوبة من صاحبها ورئيس تحريرها الراحل (ادريس المسماري) وكان البحث في هذا الموضوع بكراً وغير مسبوق، – حسب علمي – والعدد مخصص للسير الذاتية عند الليبيين، التي كان كثير من المسؤولين والمثقفين يترددون في نشرها أو الكتابة عنها، لحساسيتها ولتقاطعاتها السياسية آنئذ، فجاء العدد مغامرة وتحدياً ومحفزاً للمترددين، وكان الوقت يضيق بخناقه علينا بحثت عن عنوان السيد المؤلف، الذي سبق أن التقيت به في مكتبة الراحل البخبخي، وكنت قد تعرفت على كتابه عن صراع الفدائيين الليبيين في فلسطين بعيد صدوره وأنا صبي صغير أطالع عناوين كتب المركز الثقافي.

واختتم المزداوي إضاءته عن الشيخ حسن عريبي أن أهمية البحث عن هذا الكتيب الذي أتعب عبد الناصر وأجهزة ومؤسسات مصر في عهده، تجيئ لأنه لم يذكر سابقاً لا في دليل المؤلفين الليبيين، ولا في الببليوغرافيا الوطنية الليبية، ولم يُتناول في أية قراءة أو دراسة ليبية أو غير ليبية حسب علمي، وسقط منهما، ومن الذاكرة الليبية، وكاد خبره يذوي، خاصة بعد أن غطى عليه مؤلِفُه بكتابه الآخر، الأكبر حجماً، والأحدث نشراً (صراع الفدائيين: الفدائيون الليبيون في حرب فلسطين 1948) الصادر عن مكتبة الفرجاني بطرابلس عام 1968، في 416 صفحة، وأعادت الدار نشره مرة ثانية في السنوات الأخيرة بطبعة مصورة عن الأولى.

مقالات ذات علاقة

صندوق دعم الإعلام الليبي .. بناء القدرات الإعلامية في ليبيا

المشرف العام

اختتام الملتقى الوطني للشعر العربي الفصيح في دورته الثانية

المشرف العام

عرض رسمي لفيلم الجلوة

المشرف العام

اترك تعليق