كتاب الطفل هو نبض حروف ترقص أمام أعين الصغار، هو حروف وكلمات، وصوّر وألوان تملأ أرجاء المعمورة في رحاب الطفولة الحالمة التوّاقـة الى عوالم شتى، وتحاول أن تتجاوز جسور الحكاية في كل خطـوة من خطـوات القراءة، أو في كلّ همســــة من همسات حـركة الطيور، والقطط الصغيرة الأليفـة، هي حكايـة الكتـاب الذي يسعـد الصغار، ويمنحهـم فسحـة الأمل. قبل أن تغرقهم أمواج الوسائط الإلكترونية بكلّ مقتنياتها من الألعاب ومن الصوّروالألوان.
في مثـل هذا التـاريخ الثانـي من شهـر أفريل كـل عام، وذلك منذ سنة 1967 هـذا التاريـخ الذي يصادف تاريخ ميلاد الكاتـب الدنمـركي “هانـس كريستيان أندرسـن” وذلك تقديـرا لهذا الكاتب المبدع الذي اهتم بكتاب أدب الطفل. وقد تبنى المجلس الدولي لكتاب الشباب “BBY” هذا اليوم الذي يكشف لنا مغامرة الكتابة للطفل في الجزائر وفي الوطن العربي وللأسف بيقى كتاب الطفل عندنا لعبة تجارية تتقاسمها فئات تتاجر بأحلام الطفولة في كل ما ينتج للطفل بداية من الكتاب المدرسي الى الكتاب الحرّ المقروء قصة أو رواية أو مسرحية، أو ما تنتجه تلك المجلات التي يريد أصحابها تقديمها للأطفال، ومنها المقبول،ومنها الخائب العائب، للأسف أن الكثير من الكتّاب في الوطن العربي لا يولون العناية لكتاب الطفل من حيث النص والأسلوب والصورة واللوحة الفنية، والإخراج والطباعة هي قضايا فنية وجمالية يجب أن تراعى في صناعة كتابة الطفل، ومن المفروض أن يكون كتاب الطفل عندنا يراعى كل الجوانب النفسية والقدرات الفكرية والتربوية والجمالية، كما تراعي تلك التحوّلات العالمية لتطور الثقافة العالمية من حيث التحول العالمي والتكنولوجي،فكتاب الطفل عندنا لم يزل مجرد وراق بخطوط بسيطة وفي الغالب بخطوط وهمية، وألوان غير احترافية، فإن كان عندنا كاتب للطفل مختص فليس لدينا رسام للطفل مختص. بل هي تجارب لا تكتمل ملامحها إلا في مضمون الكتاب إلا إذا كنا نعطي الكتاب حقه من كل الجوانب النفسية، والفنية والفكرية والإبداعية والتقنية والقدرات الفكرية والتربوية والجمالية، كما تراعي تلك التحوّلات العالمية لتطور الثقافة العالمية من حيث التحول العلمي والتكنولوجي الجميل في كل نسخة من كتاب تطبع في وطننا العربي على أيدي أصحاب التجارب الإبداعية الكبيرة، وعلى أيدي أصحاب دور النشر والمطابع التي تحترم فعلا الطفل الذي هو عنصر جيل الغد في زمن التواصل العالمي العابر للقارات.
كل عام وأطفالنا يحلمون بغد جميل مثل القطط البريئة الأليفة، ومثل الطيور المغرّدة، ومقل الورد والزهور الجميلة التي تصنع ربيعنا الأبديّ.