شعر

غثيان

من أعمال التشكيلية الأردنية مها الذويب
من أعمال التشكيلية الأردنية مها الذويب

تجاعيد النصِّ الحزين
ذاكَ الذي أنجبهُ اليأس
من رَحِمِ لوغارتم اللغة المُقشّرة
كنُطْفةٍ مُخصّبةٍ من مجازٍ لاذِعٍ وإيقاعٍ نادرٍ
وأنا وأنتِ أرتالٌ وقوافلٌ من حطابيُ المُفْردة
وسط غابةٍ شائكة نعبثُ بِظِلِّ اللغة
نرنو إلى ضَفّةٍ أخرى من قصيدةٍ لم نكتبها بعد
كنا نخبؤها في سور قصرٍ من الأوجاع
تضاهي تلويحة بالكادِ تعبُرُ الطريق
تظلُّ عالقة في ذاكرةِ الماء
طاعِنة في نشاز الزُرْقة
كأنني بأرضٍ سافرة المحو
لا مطر في يبابها ولا خصب
ضئيلٌ لا أملك حيلة
إلاّ كما رقصت زنبقة على الماء
ملعونة تلك الرؤية التافهة لتفاصيل الأشياء
قلقٌ يختصر كل لحظة
تتأرجح كفزّاعةٍ على الرصيف المتآكل
كنصٍّ شاسعٍ يركضُ في دمِ امرأة عارمة الشغف
تزرعُ الحِنْطة في أعتاب الليل
كعودِ ثِقابٍ ثائرٍ
يتربّصُ بكومةِ قَشٍ يابس عند ظهيرةٍ قايضة .
أو هكذا حين اشاح رجُلها الأزرق بوجهه الفضي
كأنّما يود لو أن يضيء
ورُبَّما يلمح شامتها في الضحى الجليل
يحشو فمهُ بِمزاج الأبدية المنسيّة
بلفافةِ تبْغٍ كوبية
وجسده مثقوبٌ بخطأٍ فادح الأسى
يسيل اللامبالاة واللعنات
يحرقُ الكافايين مساماته الناتئة
ليرحل إلى ذاكرته المخصيّة
التي يسكنها اللاشيء

مقالات ذات علاقة

ركب البراق

محمد المزوغي

فسائلُ الشغف

عبدالسلام سنان

القصيدة حديقة

حواء القمودي

اترك تعليق