طيوب عربية

حب كأنه الأمواج

تصوير: الشاعرة ليلى النيهوم.

لقد وضع يديه و قدميه في ماء بارد

فهو يعلم أنها تحبه من أول يوم تقدم فيه لخطبتها و بعد الزواج ترعرع الحب في قلبها و نضج و لقد آن الأوان ليعلو فوق طيبة زوجته و يشمخ بأنفه و هو يزعم أنها لن تعترض فهي مأسورة بحبه و القيود ثقيلة

صرخ بلا سبب فصبرت

 غرس الأمواج العنيفة في بحر بيته الهادئ فصبرت

مال إلى التحدي و كأنه يفتعل العراك فقالت له : لا لن أصبر

فغادر بصمت من حياتي كلها

 غضب و ظن من جديد أنها لن تصبر على فراقه و ستأتي ذليلة طالبة رضاه

مرت الأيام و لم تفعل

 أرسل إليها قائلا : و تزعمين أنك تحبينني

قالت : كنت و لم أزل

قال: و هكذا يصنع الحبيب بحبيبه؟

قالت : أحبك و لكنني لم أحتمل ؟ أكل هذا الغرور لأنني اخبرتك بحبي لك؟ أكل هذا التطاول لأنني حولت حبي الصادق إلى أفعال تسعد قلبك ؟ غريبة هي النفس البشرية يا زوجي ؛ حين تحسن إليها تتطاول و حين تسيء إليها تتواضع

قال : و لماذا لا نرجع

قالت : لن نرجع كما كنا إلا إذا تغيرت و تخليت عن أنانيتك

أنت بحاجة إلى علاج عميق لتهدأ نفسك الثائرة على أحبابك

و افترقا ليعلم الحريصون على رجوعهم أن الحب لن يستمر إلا مع الصدق و البذل و العدل

الحب هو حدود يجب أن لا يتجاوزها المحبون

الحب هو واجبات و قواعد و حقوق

و لكن الكثيرين ينزلقون مع العواطف إلى قعر مظلم من الأنانية و الأثرة و جرح مشاعر المحبين

مقالات ذات علاقة

جمعية رتاج الخير للرأفة والتضامن تنظم مهرجانا قرآنيا لأزيد من 124 طفلاً

المشرف العام

همس طفولي.. اليوم العالمي لكتاب الطفل

حسين عبروس (الجزائر)

من أعاصيرك على الملأ… الرماني النحوي المعتزلي

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق