طيوب عربية

فاصلة المحطة الرابعة.. ما تأبــى من الطيف

من أعمال التشكيلي الليبي_ عبدالرزاق حريز

هـذه المحطـّة الشعريــة الرابعــة التي تستوقفنـي فيهــا رحلـة الكتابة الشعريـة، إنّها منسـرب الكـلمات التي تتأبـّى أن تظـلّ سجينــة الأوراق، لتنطلق من أسرارها، عابقة بأنفاس شاعـر. توزّعتــه عوالــم شتــّى تتمـــازج فيهـــا أطيـــاف الماضــي والحاضر، والمستقبـل وتتداخـل فيهـا تفاصيل الوطن الكبير. إنّـه الوطـن العربـي، وإنّـه الإنســـان العربـي فـي آن واحــد.

إنّ مجموعــة ” ما تأبـّى مـن الطيــف ” هي مساحـة شعريـة تختلف عن المجموعات الثلاثة السابقة. ” ألـف نافذة وجدار” و ” النخلـة أنـت والطلـع أنـا ” و” طـرق على حديد القلب “.

قد يكـون ذلـك الاختـلاف موقـوف على تجربـة الكتابـة حيث جاءت قصائده هذه المجموعة في الغالب قصائد قصيرة تنوء بمعاناة صاحبها، تحاول أن تقول أشياء كثيرة.

إنّهـا تقـول مـا لم تقلـه شفـة، إنّهـا توغـل في فيـوض الـروح، تعـرّى تفاصيل الكلام الذي هو من وجع الشعراء.

هذه المجموعة تتداخل فيها هموم الوطـن والإنسـان، وتزدحم فيهـا الأزمنـة والأمكنـة، وتتفــاوت فيهـا مساحـات الأحــزان والأفـراح. إنّهـا تجربـة قلقـة تحـاول أن تعيـد صياغـة عوالـم

الحب والحرب عوالم الألم والأمل المتواصـل كما هو الحـال في قصيـدة ” هـو ذا قلبـي من أربكـه “؟ و” وجـوه وجنائـز” و”قصائد قصيـرة للوطـن”، و”مـوت على أسوار بغداد “.

لقد حاولت في هذه المجموعة أن أقدم تجربة متواضعـة بلغـة تتفاوت في مفرداتها بين الرقــّة والعذوبة، والحدّة والألم، هي بعض أنفاسي التي تتدفـّق في نهر الشعر الذي يمتد إلى جميع اليابسة في القلوب في هذا العالم.

هي نهري الجميل العذب الذي مازال يعـبق بموسيقـى الشعر حتى وإن جـاءت أنغامها مـن وقع تلك التفعيـلات التي تمــتّ بالصلة إلى بحور الشعـر العربـي الأصيـل.

أملي أن تكون هذه المجموعة جسرا على نهر الوطن العربي تصل بيني وبين قرائي في كلّ مكان وزمان. وأملي أن تكون إضافة جديـدة في صـرح ديوان العرب. كم يسعدني أن يكتب ناقد أو كاتب أو قارئ موقفه من هذه المجموعة. فما أحوجنـا إلى قـارئ يملك الحــّس الحضاري ليقول رأيه فيما يقرأ.

أنـا فيـك طائــر

..

وطني يخونُني فيك الّتغـنيّ

إذا كنتُ منك وما كنتَ مِنـيّ

وأهـواك سـرّا وجهــرا

و منـك هـذا الصــَدّ ُ

في القلـب مـِن بعـض التّجنّي

أنـا فيـك طائـر ٌغريـّدٌ

وهـذا الشعـر ريشـي ولحنـي

فـإنْ جـار فيـك أهلـي

فـما جـدوى التّمنـّي

وإن عـزّ فيـك التــّصـافي

فمـا بـوح القوافـي

وإن شطّ فيك المزارُ

فمـا طعـم التغنـّي

فـإن خُنـتَ قبلــي

رجوتـك في العالميـن

لا تخُن هوى بقلبي المطمئنِّ.

مقالات ذات علاقة

الجزراوي يؤكد حَتْمًا ستمطرُ عَينَاهُ

المشرف العام

رماد الليل وعاء! *

إشبيليا الجبوري (العراق)

موسيقى لضفاف اليأس

المشرف العام

اترك تعليق