على غير ما اعتدتُ من مرأى؛ في تلك الّليلة شاهدت عند رجوعي من خارج البيت أعواد الحطب في التّنّور القابع قرب الجدار وقد بدت شعلة خجولة مع رائحة دخّانٍ تصاحبها من خيوط بيضاء صاعدة.
لحظات مرّت، وإذ بالوالدة-رحمة الله عليها- تخرج حاملة “صونيّة من الألومنيوم” مغطاة بسفرة من الألومنيوم هى الأخرى. وضعتها على الأرض.. خمدت نار التّنّور، بخرقة مبلّلة مسحت داخل التّنّور لتبدأ تلك الأقراص من العجين تتراقص بين يديها ثمّ تلصقها في جدار التّنّور مع تكبيرها.
تنتظر برهة ثمّ تبدأ في استخراج تلك الأقراص. مع آخر قرص من التّنّور رأيت قرصًا آخر أحمر..كان ذلك وجهها. لاحظتُ أنّ لون الأقراص وحتّى طعمها يختلف عن خبز الإفطار في أيّام رمضان السّابقة والّتي مضت.
كان ذلك منتصف الّليل. مع تسلّل الجوع بعد الإفطار ومع ما صاحب ذلك من حركة.
طعم الأقراص لذيذ ويُغري بالمزيد مع سخونتها ومسحة من “السّمن الوطني”
قالت أمّي: الّليلة كبيرة.
كان ذلك ليلة القدر.