متابعات

نورالدين سعيد يروي جماليات اللقطة عند المخرج فيليني

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة عن جماليات اللقطة في الواقعية الجديدة عند فيديريكو فيليني.

استأنف المعهد العالي لتقنيات الفنون بطرابلس نشاطه الثقافي بتنظيم محاضرة بعنوان (جماليات اللقطة في الواقعية الجديدة عند فيديريكو فيليني..فيلم الطريق أنموذجا ) افتتحها بكلمة ترحيبية الأستاذ “بشير الغريب” وقدمتها الأستاذة “أمل بن ساسي” وألقاها الدكتور “نورالدين سعيد“، حيث أشار الدكتور نورالدين إلى تعريف ماهية الواقعية الجديدة باعتبارها مدرسة مادية في الأدب والفن تصور المجتمع تصويرا صادقا مع الاهتمام بمشاكله الاجتماعية والإنسانية، وأكثر من ذلك فإنها تذهب للبحث عن حلول لهذه المشاكل بطرق نضالية شعرية وفنية أصيلة.

سمات الواقعية الجديدة
مضيفا أن أهم سمات الواقعية الجديدة تتلخص في تصوير الواقع كما هو دون تدخل مع ضرورة أن يكون الفن فيه هو سيد الموقف وأيضا اختيار ممثلين من أماكن أعمالهم حسب ما تقتضيه القصة وكذلك الكاميرا التي تُعد هي الممثل كونها تعني أن الرؤية الأكثر فعالية لتحريك الممثل تكون هي ذاتها رؤية المخرج، وأردف الدكتور نورالدين بأن تركيز الواقعية الجديدة يمكن في تحويل الوقع إلى استفهام شعري محض.

بدايات المدرسة الواقعية في السينما
كما أوضح بأن هذه المدرسة تعتبر متكاملة الملامح فقد ظهرت في إيطاليا خلال الأعوام الأخيرة للحرب العالمية الثانية عبر مجموعة من الشباب الإيطاليين المثقفين من خريجي الجامعات ومن النخب المثقفة والمؤهلة تأهيلا عاليا وهؤلاء الشباب عاشوا تجربة الحرب العالمية الثانية وذاقوا ذرعا من السياسات الدكتاتورية أثناء ترأس “بينيتو موسولويني” لمقاليد الحكم في إيطاليا، ولفت المحاضر إلى أن تيار الواقعية بدأ يأخذ ملامحه الأولى مع المخرج “لوكياتو فيسكونتي” من خلال فيلمه الشهير الهوس رغم أن المصادر ترجح أن الواقعية بدأت مع روبيرتة روسيليني” وتابع قائلا : إن هؤلاء المخرجين حاولوا الخروج من خراب المدن والفقر والعوز المعيشي المنتشر من خلال توثيق هذه المآسي نفسها وتسجيلها وإدانتها، ويشير المحاضر لفكرة تماهي إشكاليات الإنسان المعاصر بصورة أكثر عالمية دون أن تغفل ضرورة الانطلاق من المحلية فهي تنطلق بصورة أكثر ذاتية تمثلها هواجس وأحلام وذكريات فيليني.

فيلم الطريق
ثم تم عرض ما يقارب الساعة من فيلم (الطريق) الذي أنتج وصوّر في إيطاليا عام 1954م وأخرجه “فيديركو فيليني” وهو ينتمي لنوعية الأفلام الدراماتيكية التي تجمع بين الدراما والكوميديا وقد شارك فيليني في صياغة السيناريو مع تونيو بينيللي وإينيو فلايانو، ويتناول الفيلم الذي تجري أحداثه في زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية قصة بين بطلين زامبانو وهي شخصية يجسدها الممثل “أنتوني كوين” الغجري الجوال الذي يجوب الطرقات والقرى والمدن الإيطالية ليقدم عروضا مختلفة مرة كمهرج ومرة كحاوي وأخرى كمصارع يقطع السلاسل الحديدية والبطلة الثانية اسمها جيلسومينا أو ما يعرف بالعربية ياسمينة فتاة بسيطة طيبة حد السذاجة تلون وجهها بذات الطريقة تتبع طريقة معلمها الغجري زامبانو.

مقالات ذات علاقة

ليبيا تشارك في مئوية «بارت» بصفاقس

المشرف العام

بوكليب يبحث عن ذاكرته المفقودة في «الحكايا الخمس»

عبدالسلام الفقهي

إبراهيم الكونى من «ملتقى تونس للرواية»: «البيست سيلر» مجرد شهادة زور

المشرف العام

اترك تعليق