فازع دراوشة| فلسطين
زار جو بايدن بلادنا فلسطين والتقى يوم الخميس 14 تموز الماضي زعماء العدو، وكان ضمن برنامجه الاستماع لمطربيْن غنيّا أمامه. كانت واحدة منهما المطربة والملحنة وكاتبة كلمات أغانٍ المدعوة يوفال ديان ( ولعلها من أقارب موشي ديان والذي هجج الحكام العرب وجيوشهم وكثيرا من شعوبهم في كارثة ونكبة ونكسة وفكسة ووكسة وفضيحة 1967)، وهي مطربة تنحدر من أصول مغربية (من اليهود السفارديم كما يصَنفون وليس من الأشكنازيم) وولدت في 28 كانون الأول 1994 أي ابنة 28 سنة. وقد أدت الخدمة في جيش الاحتلال بوحدة التعليم والثقافة… وكانت تحرص على طقوسها الدينية ولاسيما منذ عام 2016.
قامت يوفال وزميلها بالغناء أمام بايدن رئيس ” الامبراطورية ” الأمريكية ( وعمره ثمانون عاما) وبجانبه رئيس الكيان ( اسحق هيرتصوغ ) وتقدم بايدن لمصافحة المطربين فصافح المطرب الذكر ومد يده لمصافحة يوفال التي ضمت يديها بإشارة رجولية أنها لا تصافح ذكورا قائلة أنها متدينة.
ارتد بايدن للخلف وعاد محييا المطربة الأنثى
احترم الجميع قرارها وخيارها وموقفها ولا سيما عندما علموا أنها أبلغت مكتب رئيس الكيان أنها لا تلامس ذكورا وأنها لن تصافح أحدا
ولم نسمع أو نقرأ عن أي مضايقة أو عقوبة ضد هذه السيدة (على غرار عادة ما يجري ب”المزارع ” العربية المنعوتة خطأً بدول أو دويلات.
واليوم طالعتنا أنباء قادمة من ” مملكة ” البحرين غير العامرة مفادها قيام عاهل ( باللام ) البحرين بإقالة الشيخة مي محمد آل خليفة من منصبها رئيسةً لهيئة الثقافة والآثار في البحرين، وتعيين الشيخ خليفة أحمد عبد الله آل خليفة بدلا منها.
وجاء قرار ” العاهل” البحراني ( أو البحريني ) نتيجة رفض الماجدة مي مصافحة سفير العدو في بلاط حاكم البحرين.
والقصة باختصار؛ أن سفيه ( سفير ) أمريكا في منامة ” العاهل” البحراني واسمه ستيفن بوندي أقام يوم 16 حزيران الفارط بيت عزاء في منزله بمناسبة هلاك والده ، ودعا لمجلس العزاء لفيف من السفهاء ( السفراء ) والمسهولين ( المسؤولين ) ومنهم سفيه العدو في المنامة واسمه ايتان نئيه، ودعا أيضا الشيخة مي رئيسة هيئة الثقافة والآثار.
وهنا، لي ملحوظتان :
الأولى : هل حضر ” سفراء ” عرب هذه الجَمعة غير الطيبة ؟ وهل تبادلوا المصافحات والأحاديث مع سفير العدو ؟
الثانية : قيام سفير أمريكا بدعوة الماجدة مي ربما كان مقصودا لما عرف عنها ( وعن كثير من شعب البحرين ومسؤوليه مناهضتهم للتطبيع مع الكيان ) , والهدف منها إما احراجها أو ” تطبيعها” كما تم تطبيع غيرها من مسائيل الدويلات العربية المطبعة ذوات السفراء , أو السببين معا.
وتمضي الرواية , أنه قام أحدهم ( كما هو متبع بالبروتوكول بالتعريف ) بتعريف المتصافحين على بعضهم البعض , وطفق يعرف الشيخة المسؤولة مي على من تصافح وعندما وصل الدور على سفير العدو بالمنامة قال لها المعرف أن هذا هو سفير ” إسرائيل ” بالبحرين فسحبت يدها ولم تصافح وغادرت المكان وطلبت عدم نشر أي صور لها بمجلس ” العزاء “.
ويشار إلى أن الشيخة رئيسة هيئة الثقافة والآثار كانت رفضت تهويد أحياء قديمة في المنامة تشمل أحياء من باب البحرين وشارع المتنبي وصولا للكنيس اليهودي في شارع صعصعة بالمنامة القديمة , كما رفضت السماح لمستثمرين يهود و ” أمريكان “لتشييد حي يهودي مع كتابات إرشادية ونجمة “داود ” تستقبل اليهود من باب البحرين وحتى الكنيس اليهودي.
وهكذا تتضح الصورة، قلب الملك ومواليه وَرمان وليس فقط على حبة رمّان على سوء تلك الرمّانة )
وصدر مرسوم الملك بالإقالة وهي تقوم بجولة بألمانيا ودول البلقان , أي لم يمهلونها حتى العودة لوطنها.
وللمرء أن يتأمل الفارق بين ردة فعل قوم يوفال على رفضها مصافحة بايدن وبين ردة فعل ” عاهل ” البحرين على موقف الماجدة مي الرجولي والوطني والقومي المشرّف.
وموقفها رسالة لكثير من المطبّعين ( بكسر الباء وفتحها ) والمطبعّات ( بكسر الباء وفتحها ) والمجامِلين طغاتهم والمجامِلات أن مقاومة التطبيع أمر جدّ ممكن.