أشتاق إليكِ شوق مودِّع
لماذا أنتِ عميقةٌ في عمقي إلى هذا الحد؟
كأنك أمٌّ أخرى
أمضى من الحب
أرق من الحنين
أنت التي لا تحيطكِ الأسماء جميعًا
مثل لحظة الشعر القصوى
وهي تفلت من طراد اللغة
كالوحي ساعة السحَر
أيتها الحاضرة في كمال العناصر
وفي جوهر الوجود الفذّ
كأنك نقش البقاء لرؤيا استشراف العاشق
كنتِ أكبر من صميم الحقائق المطلقة
أثقل من الرؤيا
وأنفذ من مفردات الجدوى
تتمثّلُك الكتب والأسفار والصحف
كديانة
من أين تستمدّين وقعك الخارق في دمي؟
إعجازك يمزقني لمجرّة التلاشي
بضميرٍ موحَّد من التصوّف
تؤلهك أمصارٌ من أخيلتي
نحو قصيد المثاب الأعظم
يقترفك تناولي لمُلهَمَات
هدوئه الراهب
كيف أُفسِّر كائن حضورك الجبار
المتعدّي لحجم التلقّي في نبضي؟
آهٍ لو تتكرمين بكشف هويتك لدهشتي
لو تتواضعين للأخذ بيد حبري نحو ذِكري في مديحك
لو تأوّلين فقط سرَّ جبروتك الأعزل بجيوش بُعدُك القصيّ
ثم إنني في أحلك هزيمتي أمتلك قوةً مُثلى تُشهِد الله بحبكِ في التشهُّد
أنا فقط
أدوِّن المجاهرة بك للوح اعترافي
في الأيام الفالتة
من المعنى
مصراته. 24 كانون الأول 2025م