في زحامِ الوجوهِ
أبحثُ عني…
عن وجهٍ أعرفهُ
بين الرفاقِ
وأبوابٍ أغلقتْ خلفي
كأنني دخيلٌ في أرضي.
أسيرُ في الشوارعِ
وأرى أقدامي ترفضُ الطريق
كلُّ حجرٍ يهمسُ لي:
“مَن أنت؟”
في الوطنِ…
أغدو غريبًا عن لهجتي
عن طفولتي المخبأةِ
في ذاكرةِ الجدرانِ
عن النبضِ
الذي كان يحتويني
حين كان الصمتُ أمانًا.
أكتبُ أحلامي
على ورقِ الحنين
وأطويها
في جيبِ المسافات.
هنا
حيثُ يفترضُ أن أكونَ “أنا”
أجدُ نفسي شتاتًا
بين ذكرياتٍ تموتُ ببطءٍ
وأيامٍ لا تشبهني.
الغربةُ ليستْ في البعدِ
إنما في أن ترى وطنكَ
ولا ترى نفسكَ فيه.
2025/1/17