تسللَتْ أحلامي خلسةً
إلى مائدةِ الطُّغاةِ
تبحثُ عن بقايا وطنٍ
بينَ فتاتِ الحُرّيةِ
وكسرةِ خبزٍ مهربةٍ
من أفواهِ الجياع.
أضغاثُ أحلامي
لم تكن سوى أعلامٍ ممزقةٍ
ترفرفُ فوق مقابرٍ جماعيةٍ
أسماءٌ بلا وجوهٍ
وقصائدُ تُغتالُ في مهدِها
كي لا تصيرَ ثورة.
يا سادةَ الزيفِ
أخبروني:
كيف يقتلُ السيفُ شعبَه
ويُلقى فوق كتفيهِ وسامُ العدل؟
كيفَ يصبحُ الجلّادُ
شاهدَ قبرٍ
يحفرُ أسماءَ الضحايا
بأظافرِ الدم؟
في شوارعِ الخوفِ
يحيا الغبارُ
ويصيرُ المواطنُ
رقمًا يعتاشُ من صمتِهِ
وصمتًا يُقتاتُ من أرقامِهِ.
أضغاثُ أحلامي
ليست سوى وطنٍ
يدخّنُ حدوده
ويَلعنُ أصواتَ مآذنِهِ
يسرقُ الوقتَ من ساعةِ الجدار
ويبيعُ ليلَهُ لأضواءِ النفاق.
أنا هنا
أكتبُ للحُرّيةِ
رسالةً أخيرة:
“لا تأتي!”
فالسجونُ امتلأتْ
والكلماتُ
عُلِّقت على مشانقِ الصمتِ
حتى لا تُفسِدَ نومَ السادة.
أضغاثُ أحلامي
كأوراقِ التوتِ
تسترُ عُريَ العروشِ
لكنها تسقطُ
حينَ تأتي ريحٌ
من حنجرةِ صادقٍ
لم يبتلِعِ الهوان.
2025/1/21