جمعة المصابحي
هَلْ سَأَبْقَى سَجِـينَ اَلْعُمْــرِ بِأَحْــزَانِي
أَمْ أَسِيْرُ عَلَى خُطَى التَّفَاؤُل مُتَعَثِّرا
لَيْتَ شِعْرِي كَانَ نُوراً وَمَا أَعْمَـــــانِي
فَمَا كَانَ بُكَائِي لِلْقَلْبِ يَوماً شَافِيــــا
وَلَا كَانَ السُّهَادُ رَاحَةً عَلَى مَا أَضْنَانِي
فِي كُلِّ مَرّةٍ آتِي عَلَى نَفْســِي مُهَــانَة
خَوْفَاً عَلَى هَدْمٍ يَطُوْلُ رَوَافِدَ صِبْيَانِي
قَدْ طَــالَ الصَّبرُ عَلَيِهَا وَنَفدَ بَحْرُهُ
جُرُوحِي عَمِيْقَــةٌ سَقَطَ مِنْهَا غُفْــرَانِي
كَانَ الاشْتِيَاقُ نَاراً وَذِكْرَاهُمْ لَهُ حَطَبٌ
وَاَلْيَوْمَ أرْثِيهِ بِئْرٌ جَفّتْ مِنْــهُ أَنْهَـــارِي
فَلاَ تَسْأَلُوْنِي لَهَا عُـــذْراً وَلاَ مَغْفِـــــرَةً
فِي كُلِّ لَيْـــــلَةٍ أَفْتَـــحُ لَهَا أَحْــــلَامِي
فَتَأْتِينِي مُقْبِلَةً بِعُذْرٍ أَقْبَــحُ مِــنْ ذَنبٍ
لَكُمْ مِنِي سُؤالاً فَهَـــلّا جِئْتُمْ بِخَــبَرِهِ
هَلْ أَجْنَتْ هِيَ بِحَقِّي أَمْ أَنَا الْجَــانِي؟
جَعَلَتْنِي أَهِيمُ بِحُبٍّ آخَر بِإهْمَالِــــهَا
فَقَدِ احْتَوَتْ قَلْبِي فَازْدَادَ بِهَا هيَامِي
وَدُونَهَــــا أَرَاهُ شـَـرّاً قَدْ يُصِيْبــــُنِي
فَكُلّ الْوُجُوهِ أَرَاهَا أَقْنِعَـــةً أَمَامِـــي
يُمَارِسْــنَ اَلْحُبَّ لَهْــــواً وَهِــــوَايَةً
نَدِمْتُ عَلَى كُلِّ حَرْفٍ خَطّهُ شِرْيَانِي
وَعَلَى كُلِّ قَصِيْدٍ كُتِبَ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ
فَمَا كَانَ لِسِوَاهَا مَا أبْقَيتُهُ بِفُـــؤَادِي
قَصَائِدِي أُلْقِيْهَا نُظُـــــمٌ كَأَنَّهـــا عُقَدٌ
مَا كَانَ بِهِ كَبْوَة أَصِيل هُوَ جَــوَادِي