الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
شهدت قاعة المحاضرات بفضاء بيت نويجي الثقافي بالمدينة القديمة طرابلس إقامة حفل توقيع كتاب (حكايات بريشة بالحاج) للفنان والرسام الليبي “محمد بالحاج” الصادر حديثا عن دار أسيل للطباعة والنشر، وذلك مساء يوم السبت 18 يناير الجاري وسط حضور كوكبة لافتة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين.
باكورة إنتاج منظمة -حكاية-
فيما استهل الفنان “محمد الخروبي” النشاط بكلمة أشار فيها إلى أن حدث اليوم يعد باكورة إنتاج منظمة (حكاية) التي ساهم في تأسيسها الفنان “محمد بالحاج” ونخبة أخرى من الفنانين، وتابع الخروبي بأن الوسط التشكيلي والثفافي يُدرك مكانة واسم محمد بالحاج وبداياته الأولى في مجلة الأمل وغيرها من المجلات والمطبوعات المحلية، وأضاف الخروبي أن الكتاب المُحتفى به اليوم ليس مجرد كتاب حكايات إذ يضم بين دفيته عديد الموضوعات الحكائية ذات الطابع الاجتماعي بدءا من عقوق الأبناء مرورا بالظواهر السلبية المتفشية لدى بعض الصبية الصغار، ولفت الخروبي إلى أن قصص بالحاج ليبية صرفة وبالتالي نجدها تختلف عن قصص مجلة ماجد، والعربي الصغير، وقصص سمير وكل من يقرأ قصص محمد بالحاج سيشعر بالأجواء المحلية الليبية.
بالحاج والهُويّة الليبية المحلية
كما كان للكاتب والناقد “يونس شعبان الفنادي” مشاركة عرّج من خلالها على إضاءات في التجربة الفنية لمحمد بالحاج موضحا انطباع أعماله بالهُوية الليبية المحلية وهذا ما يُميّز تجربته عن المطبوعات الأخرى، مشيرا كذلك إلى أن محمد بالحاج قد امتاز بنصيب من الحظ كونه الابن غير البيولوجي للإعلامية الراحلة “خديجة الجهمي” فهو تربى فنيا في مدرسة خديجة الجهمي وهي بحدسها الفني العالي استشعرت موهبته باكرا التي تحتاج إلى الصقل والرعاية فما كان منها إلا أن احتضنته ضمن فريق مجلة الأمل المكوّن من كبار الرسّامين والصحفيين وقتئذ فاستفساد الفنان بالحاج كثيرا من تلك النقلة النوعية في مسيرته، وجاء الفنّادي في سياق مداخلته على ذكر البيئة التعليمية والتربوية للفنانين والكتّاب الليبيين اللذين تلقوا علومهم الثانوية بمدرسة سوق الجمعة والكادر التدريسي.
فن الكوميكس يستهدف جميع الفئات العمرية
من جانب آخر شارك الفنان والرسام “وائل الرعوبي” بمداخلة استعرض عبرها التسلسل الهرمي للفنون الممثل في :- العمارة، والنحت، والرسم والتصوير، والموسيقى، والأدب، والمسرح والسينما وصولا لفن التلفزيون ومن ثم صُنِّف فن الكوميكس كفن تاسع، وأعرب الرعوبي موضحا بأن ثمة سوء فهم فيما يتعلق بفن الكوميكس فالكثيرون يعتقدون أنه فن موجّه للأطفال والفئات العمرية الصغيرة بخلاف الأصل في ذلك ففن الكوميكس لم يكن قط يستهدفا الأطفال بيد أن الأطفال كانوا إحدى الشرائح المُستهدفة بينما فعليا جزء كبير من هذا الفن مُوجّه للناشئين الفتيان ومنه مُوجّه للكبار، وأشار الرعوبي أن القصص والروايات المصورة ترجع إلى “ويل إسنر” وهي جائزة في القصص المصورة الأمريكية وبعضهم يعتبرها توازي جائزة الأوسكار، وويل إسنر رسام كوميكس أمريكي يُعرف عنه بأنه أول من أسس للروايات المصورة، وأردف الرعوبي قائلا : إن تعريف الكوميكس هو وسيلة من وسائل التعبير، وفي آن الوقت يُزيل عبئا كبيرا عن كهل القارئ بطريقة اعتماده المباشرة على الرسومات، كما لفت الرعوبي أن من أراد اقتناء كتاب محمد بالحاج ألا يتعامل معه على أنه كتاب للأطفال فما يحويه الكتاب من خطوط متباينة للفكاهة والهزل وكوميديا الموقف تجعله مناسبا لجميع المستويات السنيّة.
الوعاء القصصي
بينما بيّن الرسام محمد بالحاج بدوره أن الحكايات والقصص تعد وسيلة لتمرير الأفكار القيميّة والرسائل الإيجابية والعِبر ففي بعض الأحيان لا أحد يتقبلها بشكل مباشر لكنّه يستوعبها بصوغ قصصي جذاب شريطة أن تظهر تلك القصص برسومات، وأثنى بالحاج على الرائدة خديجة الجهمي قائلا : إن مرحلة الراحلة خديجة الجهمي كانت مزدهرة والاهتمام بالأعمال الفنية والرسومات، وحاول الجيل اللاحق أن يُكمل المسيرة والمشوار بعدة من المجلات مثل فرح، وحَبّ الرُمّان، وتابع بالحاج : بحكم توالي السنون يكتسب الإنسان جملة من الخبرات والمهارات ما يُحتّم عليه أن ينقلها إلى الأجيال الأصغر سنا كلٌّ حسب مهاراته وأدواته الإبداعية، وتوقف الفنان بالحاج عند ظروف ظهور فكرة كتابه مشيرا إلى أنه وجد كمّا هائلا من اللوحات والرسومات بعضها قديمة وبعضها جديدة ما حفّزه بمعيّة ومساعدة الأصدقاء على طباعة الكتاب سيما أن ثقافة القصص المصورة أصبحت منتشرة في الدول المحيطة بنا، وفي الختام أعلن الفنان محمد بالحاج أن هنالك كتابين سيجدان طريقهما للنشر قريبا.

