اليوم الاخير في العام الدراسي الخطير
الحمد لله يا ليت يمضي على خير. سجن وزير التعليم، وذهبت أنا للتحقيق مرتين، وتوالت على الخصومات حتى عجزت عن سداد إجار البيت.
الحمد لله أنهيت درسي وشرعت في لملمت كتبي. استوقفني أحد الطلاب، قائلا: أستاذ.. أستاذ؟ التفت إليه نعم يا بني لم يمهلنِ حتى أبتسم له كالمعتاد بل وجها لي سؤال؟ أقل ما أقول إنه يجعلني أقضي حياتي في دهاليز السجون، أو جثة هامدة مرمية في أي مكان.
آه.. باليتني ما وقفت وما سمعت حيث قال: أستاذنا هل المسؤول في بلادنا إنسان؟؟ توقفت عن وضع كتبي في حقيبتي، شعرت فوراً بدوران ورغبة شديدة في الغثيان. الامن في بلادي قوي وتكمن قوته في كل من يتحدث، أو يكتب، أو ينتقد، لكن دوماَ يتغاضى عن الحدود وتهريب السلاح والاموال التي تنهب ليلا نهار، نعم الامن قوي أنا أولادي صغار.
أثناء انشغالي كرر الطالب السؤال هل المسؤول في بلادي إنسان؟ آه ماذا أقول لك يا بني إن جاوبت بصدق، لن أرى الصيف، وهناك الرطوبة، والعفن، خلف القضبان، واقضي معظم أوقاتي ظمآن. هززت رأسي طاردا المشهد من مخيلتي أفكر كيف أفر يا ترى من السؤال.
آه.. أنه يلاحقني بنظراته المتعطشة للمعرفة رد على السؤال!! أنا في حيرة.. آه.. خطر في بالي خطة القفز إلى الأمام. قلت بعد أن رسمت ابتسامة صفقوا له وباغته كيف خطر على بالك هذا السؤال. ولذت بالفرار واخذت الباب مسرعا في يدي.