مختارات

تسول الأطفال انتهاك للطفولتهم

نعيمة التواتي

من أعمال التشكيلية شفاء سالم

التسول ظاهرة تهدد كيان المجتمع الليبي. وحسب تعريف الأمم المتحدة، التسول: هو طلب مال أو طعام أو مبيت من عموم الناس باستجداء عطفهم وكرمهم، إما بعاهة أو بسؤ حال أو بالأطفال بغض النظر عن صدق المتسول أو كذبه.
وعرف الطفل المتسول: بأنه ذلك الطفل الذي لم يتجاوز سن الرابعة عشر بعد.

انتشرت في مجتمعنا ظاهرة التسول في منظر يسيء للذوق العام، وأصبحت مهنة للارتزاق للبعض، والخطير استغلال الأطفال وتجنيدهم لاستعطاف الناس والحصول علي مبالغ كبيرة نتيجة التسول، مع عدم إنكار وجود عائلات محتاجة ولا سبيل لها إلا التسول بعد سد أبواب المساعدة من الدولة.

في بعض الدول العربية تجرم ظاهرة التسول، مثلاً الأردن أصدرت قانوناً يقضي بتجريم زج الأطفال في التسول، ويتعرض مرتكب هذه الجريمة إلى عقوبة تصل إلى 7 سنوات سجن، وغرامة مالية تصل 20 ألف دينار، لما تسببه هذه الظاهرة من انتهاك صريح للأطفال، وانتهاك طفولتهم واستغلالهم.

في ليبيا الآن تفشت بشكل ملفت للنظر، حيث انتشر الأطفال والنساء يتسولون في الطرقات وبين الإشارات الضوئية غير مبالين بسحق كرامتهم، وفي المقايل لم نجد أي تحرك من وزارة الشؤون الاجتماعية لدراسة هذه الظاهرة، ووضع حلول جذرية لتفشيها ودراسة أسباب اننشارها بشكل ملفت في جميع مناطق ومدن ليبيا، وماهي أسبابها: هل الفقر؟ أم الحاجة؟ أم الفراغ الأمني؟ أم أسباب خارجية؟ أيضاً العوز وتأخر السيولة وضعف المرتبات وغلاء الأسعار والنزوح، من أسباب انتشار هذه الظاهرة. أين ايضا دور وزارة الداخلية؟ العدد كبير الآلاف يتسولون، يشوهون صورة بلادنا، وأغلبهم من جنسيات عربية وأفريقية، وسيدات صغيرات في السن، متحدين في الزي وكأنهم عصابات للنصب والاحتيال.

روايات من الواقع تحكي قصص غريبة علي جرائم التسول في ليبيا، وبعضٌ منهم نتيجة الفقر امتهن التسول، وأصبحت مهنة له، وعلي الرغم من أن الصحافة كشفت حقيقة الجنسيات المصرية والآسيوية أمام المصارف، لم نجد أي دور يذكر لوزارة الداخلية في محاولة للتصدي لهدة المشكلة، التي تطفو علي السطح لهدا أوجه صرخة حق السيدة وزيرة الشرون الاجتماعية بدارسة الظاهرة ومعرفة أسبابها.

تختلف نظرة الدول في التعامل من بلد الي آخر، فالبعض يري في التسول ضرورة لسد الرمق من العوز والحاجة، وهناك دول عربية صارمة تسن القوانين وتجرم مرتكبيه لما له من تداعيات علي المجتمع لأن غالبا ما يؤدي التسول إلى تشكيل عصابات منظمة ذات سلوك إجرامي، يبدأ بالتسول ثم استغلالهم في ترويج المخدرات والجنس.
وللأسف في ليبيا أغلب أطفال التسول يستحقون ا لاهتمام الفعلي لأنهم فريسة سهلة للانحراف والضياع والجريمة المنظمة المبكرة عندما يتواجدون في الشارع للفترة طويلة ويتركون مدارسهم المكان الطبيعي لهم.
أطفال الشوارع الذين الكثير منهم يحترفون التسول، يتم إجبارهم علي الانخراط في جرائم السرقة أو الدخول لتنظيمات وعصابات، ويعملون علي بث الانحراف، وهي ظاهرة تسربت الي المجتمع تكالب عليه الجميع، لأن الكثير قد يتفق معي إنها قد تكون ظاهرة ممنهجة لها مآرب داخلية وخارجية، ومهما حدث؛ هؤلاء أبناء المجتمع يتم استغلالهم بسبب العوز، نأمل أن نري تحرك فوري للحد من التسول في مجتمع حباه الله بالنعم. فهل من مجيب؟

مقالات ذات علاقة

6 معلومات عن قورينا .. الكنز المدفون في قلب الجبل الأخضر

المشرف العام

الانضمام إلى عُصبة المؤلفين – منشور #2

المشرف العام

صحيفة البراكان والفراشية

المشرف العام

اترك تعليق