سندس عبدالقادر ميدي
يتساقطُ الثلج منذُ فترة، تحولت المدينة إلى بياضٍ ناصع، واليوم أشرقتْ الشمس أخيرًا. سفينةٌ قادمة من الشرق على متنها المحاربين، الموتى منهم والأحياء، الجميع ينتظر وأنا. منذُ فترة جاءتني برقية من أبني يقول فيها أنهُ بخير، ولكن الضحايا كُثر وهو قادم في تاريخ اليوم.
جلستُ على مقعدٍ أنتظر في الميناء، وبجانبي جلستْ امرأة ثلاثينية، تبادلنا أطراف الحديث، “من تنتظرين” سألتُ. أجابت “أخي”. قلتُ “أنا انتظرُ ابني، أتمنى أن يعودا بخيرٍ وعافية”. ثُم اذ بها وقفتْ من المقعد بحركةً حادة وهِي تنتحبُ وذهبتْ. حسبتُها تعاني من مرضٍ ما.
في دهشة سألتُ عنها… وعرفتُ أنّ شقيقها التوأم توفى قبل شتاءين، وفي كل مرة يعود فيها المحاربين من الغرب للوطن، تنتظر عودته. حزنتُ من أجلها. ورثيتُ حالتها.
وفِي سِري لعنتُ الحرب….