قصة

الاختفاء

سندس عبدالقادر ميدي

من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي

الساعة ثامنة صباحًا، خرجتُ من منزلي قاصدًا العمل، الشوارع خالية من الموجوداتْ، أبواب المنازل مفتوحةٌ على مصارعها وكذلك كانت محلات التسوق والمقاهي ومباني التجارية، مشيتُ في الطرقات، مررت على الميناء لا صفن ولا بحر!، في حديقة خالية مشيتُ أين الزهور أين فراشات، السماءُ كانت خالية بدورها، من الغيوم والطائرات ولونها، في دهشتٍ لم أدهشها من قبلُ، أين البشر؟ سؤالٌ اطرحهُ لمن؟ أنا وحدي هُنا! صرخت بأعلى “هل من يستمع إلي” لم يكن هُناك ردٌ. أكملت طريقي، وجدتُ متجرًا للرجال، لا شيء فيها إلا الملابس حتى دميات الاستعراض غائبة، ملابس فقط تعرض نفسها ليّ، أخدتُ بدلة بريطانية وحذاء جلد وحقيبة ظهر، ماذا افعل بالحقيبة؟ حتى أنا لا أدري. جلستُ في مقهى يطل على شارعً رئيسي، مقهى طالما قصدتهُ وأنا في طريقي للعمل، رفعت يدي لأنادي على النادل ثن تذكرت أن لا أحد هنا غيري، رفعتُ جريدة، أهي جديدة أم قديمة؟ ثم إنّ الجريدة كانت فارغة، صفحاتٌ بيضاء فحسب! أين الكلمات؟ سؤالٌ اطرحهُ لمن؟ أنا وحدي هُنا…وخرجتُ اتجول… وحدي على الطريق، مشيتُ حتى مللتُ وتعبت، بكيت، وصرخت… لا أحد يُجيب صراخي…

حتى الصدى أختفى…

مقالات ذات علاقة

واحة كبيرة تضج بالغناء

إبراهيم الكوني

نور عيون

عوض الشاعري

سالم وسليمان

نورهان الطشاني

اترك تعليق