طيوب عربية

همس الأحبة.. وتريات ليلية.. مظفر نواب

الشاعر العراقي مظفر النواب
الشاعر العراقي مظفر النواب

لم أكن أعرف اسم هذا الشاعر الراحل مظفر نواب، حتى شاءت الفرصة أن أتصفح مجموعته الشعرية الشهيرة “وتريات ليلية ” في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وكنت ساعتها في بداية الرحلة مع القصيدة، وكم كانت فرحتي عظيمة وأنا أجد نفسي أمام الشاعر مظفر نواب في قاعة الموقار وجها لوجه أثناء زيارته للجزائر آنذاك، وهو يلقي قصيدته ” يا مدير الكؤوس أدر كؤوسك…”

هذا الشاعر الكبير الذي ولد ثائرا في وجه الطغاة السياسيين في العراق وفي الوطن العربي، لقد عرفه القارئ العربي باسمه المستعار “وهو مظفر نواب” والذي كان اسمه الحقيقي ” مظفر عبد الماجد” وهو من مواليد 1ناير من عام 1934.. لقد عرفتها الساحة التربوية مدرّسا لمادة اللغة العربية، ثم عرفه الوطن العربي شاعرا متجوّلا، مشرّدا في كل بقاع الدنيا، هو لم يكن مهادنا للسلطان ولا مادحا متكسبا بعد أن فقد وظيفته ومصدر رزقه. عاش الرجل مطاردا بأوجاعه وأحزانه تارة في أوروبا وتارة أخرى يتيما في الوطن العربي الكبير. من الأوجاع التي تتجلى في نصه الشعري ” وتريات ليلية” والتي يقول فيها كل شيء عن حكام الوطن العربي وعن فلسطين السليبة، وهذا مقطع من القصيدة الطويلة..

-لحركة الأولى

في تلك الساعة من شهوات الليل

وعصافير الشوك الذهبية

تستجلي أمجاد ملوك العرب القدماء

وشجيرات البر تفيح بدفء مراهقة بدوية

يكتظ حليب اللوز

ويقطر من نهديها في الليل

وأنا تحت النهدين، إناء

في تلك الساعة حيث تكون الأشياء

بكاءً مطلق،

كنت على الناقة مغموراً بنجوم الليل الأبدية

أستقبل روح الصحراء

يا هذا البدوي الضالع بالهجرات

تزوَّد قبل الربع الخالي

بقطرة ماء…

 ويعاوده الحزن والخوف وهو يتخفى في بردة القصيدة ولا سلاح معه غير نبص الحرف حين يقول: كيف أندسَّ بهذا القفص المقفل في رائحة الليل!؟

كيف أندسَّ كزهرة لوزٍ

بكتاب أغانٍ صوفية!؟

كيف أندسَّ هناك،

على الغفلة مني

هذا العذب الوحشي الملتهب اللفتات

هروباً ومخاوف

يكتبُ في ََّّ

يمسح عينيه بقلبي

في فلتة حزن ليلية

يا حامل مشكاة الغيب!

بظلمة عينيك!

ترنَّم من لغة الأحزان،

فروحي عربية

هكذا عاش الشاعر الكبير مظفر نواب، وهكذا مات بعيدا عن وطنه وعن اهله وأحبته. رحمه الله.

مقالات ذات علاقة

قم لصلاة جبل أحد

المشرف العام

توهُّم

المشرف العام

احتفاليّة إشهار كتاب نعيم بن حماد/ لد. محمد خليل

آمال عواد رضوان (فلسطين)

اترك تعليق