قصة

طابور

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

كان آخر الوقفين بالصف.. وكان يأخذ خطوة للخلف أمام كل من سبقوه، وأخرى إلى الأمام لمن هم خلفه.. وقف طوال انتظاره الطويل ولم ينطق بكلمة واحدة، أو يدخل بحوار مع أي واقف بالصف..

– زيني زيهم.. وبنفس خبثهم فكلهم واقف ولا يعطي معلومة بالنسبة لي، لا يهمني فالصف ليس طويل وسأصل وسأنال نصيبي.. اللي بيا بيهم!!

حافظ على انتظاره وصمته الطويل، وحين وصل للشباك سأله الموظف العامل به  عن تعريفه الشخصي، فأخرجه له وبلهفة، بعد أن قرأ الموظف المعلومات سأله أن تعريفه لا يحتوي على فصيلة الدم.

 استغرب صاحبنا وسأله بدوره: وعلاش فصيلة الدم؟

 استغرب الموظف حيرة صاحبنا وسأله بقوله: أنت واقف هالطابور كله ومش جايب معاك فصيلة الدم.. مالا علاش واقف؟

 زاد استغراب صاحبنا، ورد على الموظف: لقد وقفت بالطابور لأنني وجدت خوتي الليبيين واقفين قبلي، ولم أعرف ولم أسئل علاش هالزحمة.. قلت نوقف واللي بيا بيهم.

ضحك الموظف وأشار للوحة خلفه تشير لماهية المكان.. كان مكتوباً عليها مكتب للهلال الأحمر لحملة تطوعية للتبرع بالدم لضحايا الحرب..

هزقلي يا ليبيا، قداش فيك من طمَاعة، ومن بفضلهم سنصعد قريباً جداً لركب الحضارة.

مقالات ذات علاقة

معجنة اللوح*

عزة المقهور

بِــنْـتُ الشَّـمْــسِ ..

جمعة الفاخري

الطريد

عوض الشاعري

اترك تعليق