المقالة

فيس بوك

عاشور الأطرش

الفيسبوك

لم يتوقّف الإنسان عن تطلّعاته وسعيه وبحثه، إنّه القلق، والعاطفة الّتي لا تهدأ أو تجنح. اضطرابها ونشاطها يُخلخل قناعاتها ورضاها واستقرارها، والبحث عن المجهول يجعلها دائمة البحث سعيًا لاختراعٍ قد يكون ضربًا من خيالٍ وأحلامٍ تائهة. لقد أدرك الإنسان ممّا كان يحلم أو لم يحلم به عبر حياته وصراعه.

 لم يترك مجالاً إلاّ خاضه، ولا بحثًا إلاّ سطّره، ولا مجهودًا إلاّ حاوله. إنّها طبيعته وشغفه وحاجته.

ومن هذه المجالات مجال التّواصل عبر آلات ووسائل تربطه وتوثّق صلته مع بني جنسه. وكما هو دربه وسعيه لم يرضَ أو يسترح لوسيلة إلاّ وعينه على أخرى أحدث وأعقد.

كان المذياع من أحلامه وملء سمعه، فلمّا حازه تطلّع إلى المشاهدة لتكون مرأى عينه، ليصل إلى ما نراه ونعيشه اليوم في عالم ” النّت والفيس بوك”، وسياقًا على ذلك هل سيهدأ هذا المضطرب لما وصل وسيفتر ويلقي مرساه أم إنّه القلق والعاطفة؟

  طبيعة الإنسان تنبؤنا- كما عرفنا- أنّ القناعة بما وصل وحاز غير واردة لديه، لذا سيأتي يوم ويكون “الفيس” كما كان في سابق الاختراع والبحث قد عفا عليه الزّمن.

ماذا بعد هذا الفيس؟ سؤال بالتّأكيد إجابته الآن غير حاضرة، ولكن في الغد ستكون.

18/ 11/ 2019م

مقالات ذات علاقة

ابتسمْ .. أنتَ في طرابلس!

جمعة بوكليب

التاريخ… ذلك المجهول

عبدالمنعم المحجوب

هك ولا يناموا

عوض الشاعري

اترك تعليق