تحت رعاية وإشراف مؤسسة آريتي للثقافة والفنون، أقيمت الأمسية الثانية (قرأت لك) بمشاركة كلٍّ من التشكيلية “خلود الزوي”، الشاعر “رامز النويصري” ، الروائية “زران المغربي” والباحثة “زهراء لنقي”. الأمسية أقيمت بـ(دار الفقيه حسن) بالمدينة القديمة. فكرة الأمسية تتمحول حول القراءات، قراءات أدبية وفكرية من إختيار الفنانين والباحثين المشاركين، وهى نصوص يقدرها المشاركين وربما كان لها تأثير على تكوينهم الفني والفكري وفي إلهام أعمالهم ونشاطاتهم الحالية. الأمسية هى إحتفاء بالقرأة ومحاولة للتشجيع عليها.
عن أمسية “قرأت لك” وفكرتها تقول ريم جبريل، المديرة التنفيذية لمؤسسة أريتي، “أننا أردنا نجمع الأدباء والفنانين والمفكرين والناشطين في لقاء موحد ولنستفيد من مواهبهم بشكل جديد. كل هؤلاء قُراء بشكل او بأخر وعادة هم إنفراديون ومبدعون فيما يقرأون كما في أعمالهم ومشاريعهم. أردنا أن يطلعنا فنانينا وأدبائنا ومفكرينا على قراءتهم وان يشاركونا في مصادر تكوينهم الفكري الفنى ومبعث إلهامهم وهمومهم الحالية. سررنا جدا بتجاوب المشاركين الذي دعوناهم ونحن متحمسون ومتشوقين لمعرفة ما سيقرأه ضيوفنا الذي سيكون مفاجأة للجميع.”
متأخرة قليلاً، بدأت الأمسية بكلمة الشاعر “خالد مطاوع” مدير المؤسسة، التي أكد فيها على الهدف من هذه الأمسية، وأمل المؤسسة في ترسيخ عادة القراءة لدى الجميع، ثم بدأ بالتعريف بالمشاركين في هذه الأمسية، ليترك المجال لهم والجمهور.
أول القراءات كانت للروائية “رزان المغربي” التي تمحورت قراءتها عن الهوية والانتماء، لتشد إليها الحضور وهي تذهب في القراءة أكثر وأكثر، وفي نهاية القراءة، ابتسمت وهي ترى اللهفة في عيون الحضور، لتقول: إنه (الهوايات القاتلة) لـ”أمين معلوف”.
أما التشكيلية “خلود الزوي”، فبدأ مشاركتها بقراءة من كتاب (هوامش على تذكرة سفر) لوالدها الكاتب “محمد الزوي” -رحمه الله-، ثم لتدخل بنا عوالم الشاعر التركي “ناظم حكمت”:
أجمل البحار ..
هو البحر الذي لم نذهب إليه بعد ..!
وأجمل الأطفال ..
هم الذين لم يكبروا بعد ..!
وأجمل الأيام ..
هي تلك التي في انتظارنا ..!
وأجمل القصائد ..
هي تلك التي لم أكتبها لك بعد !
القراءة الثالثة كانت للشاعر “رامز النويصري” الذي أخذنا في جولة شعرية بدأها بالشاعر “الشنفرى” في لاميته، ومن بعد انتقل بنا إلى “حفار القبور” للشاعر الرائد “بدر شاكر السياب”. أما ختام الرحلة فكانت نص (رجل بأسره يمشي وحيداً) للشاعر “مفتاح العماري” والتي تفاعل معها الجمهور، ورددوا مقاطعها.
مسك الختام كان للباحثة “زهراء لنقي” التي قرأت علينا مقاطع منتقاة بعناية حول الأصولية والحداثة، وقد قدمت لهذه القراءة بمقدمة اختصرت وركزت على الكثير من النقاط المهمة.
في الختام، تفرق المشاركون والحضور ليجتمعوا حول طاولة المرطبات. ليفتح أكثر من نقاش وأكثر من موضوع ثقافي.