ما الشعر؟
إن لم تقله عن عاملٍ يجرّ خطاه
في شوارع بلادهِ الجائرةِ ويغني لها..
إن لم تقله عن امرأةٍ
تغسل الصحون في أفراح الآخرين
كي تملأ صحون أولادها بالفرح..
إن لم تخبرنا فيه
عن الجندي الذي مات قبل أن
تنتهي الحرب بنصف يوم..
ما الشعر؟
إن لم تحركه لأجل اليتامى..
أولئك الذين ينتظرون أن يمسح الناس
رؤوسهم بحثاً عن ثوابٍ يستر عري
خطاياهم..
ولم تمنحهُ لسائق أجرةٍ
يترقبُ قرشاً زائداً عن حاجةِ الراكبين..
أو تؤبن به نهداً وحيداً
خسر آخر معاركه مع سرطانٍ باسل..
ما هو الشعر يا رجل؟
إن لم نقله عن عجوزٍ تتحسّس
أقراطها العتيقة.. وتعرف أن الوقت لا يمكن
إيقافه ولو علقتهُ بأذنيك..
إن لم نجعله خالصاً لوجه بلادٍ لا زالت
قائمةً على أدعية الدراويش والمساكين..
أو نبكي به على أطفال
الملاجئ وهم يبتسمون لمصورٍ يبحث
عن جائزةٍ ما..
ما جدواه؟
الشعر الذي لا يركض خلف
الهاربين من أوطانهم بتلويحات مبللة..
ولا يسيلُ من محاجرِ الشعراءِ
وراء كل خبرٍ عاجلٍ عن تعثرِ البلاد
بِرِجل سياسيٍّ ممدودةٍ في طريقِ عودتها..
أو يُواسي الواقفين في طوابير
المخابز برؤوس حاسرةٍ يتلمسون دفء
الأرغفةِ الضنين..
من الشعراء؟
من هم؟ إن لم يخرج شعرهُم
خجلاً مليئاً باعتذاراتٍ عن كل هذا العبث..
ولم يقضّوا مضجعَ الساسةِ الفاسدينَ
بقصائد حادة..
من هم؟
إن كانوا لا يخيطون جراحَ
الشائقين لموتاهم..
ولا يبكون.. لا يبكون لأجل طفلة
بقدمٍ حافية تحت إشارة مرور.. تراقب نوافذ
السيارات الفارهةِ بأملٍ لم يعد قادراً
على المواصلة.
المنشور السابق
المنشور التالي
مفتاح العلواني
مفتاح سعد العلواني.
مواليد 1984 البيضاء-ليبيا.
ليسانس قانون من جامعة عمر المختار سنة 2005.
معيد ومساعد باحث بكلية القانون إلى سنة 2009.
التحق بالمعهد العالي للقضاء في طرابلس لمدة سنتين ثم عيّن وكيلاً للنيابة العامة إلى الوقت الحالي حيث يشتغل منصب وكيل نيابة بمكتب المحامي العام بالبيضاء
متحصل على دبلوم في قسم القانون العام والآن بمرحلة كتابة الرسالة.
يكتب الشعر منذ المرحلة الثانوية 1998 حيث كانت كتاباته في معظمها تعبر عن الحياة العائلية الصعبة والفقر المدقع حينها، لا سيما بعد وفاة والده، والدهُ الذي يقول مفتاح أنه من المفترض أن يكون متناثراً في القاع الآن.. فمذ وفاته وهو يهوي بلا انقطاع في هوّة الشعر.. هكذا كان الشعر رفيقه الذي لا يخون.
شارك في العديد من المسابقات الأدبية فيما قبل 2011.. وكانت جل الكتابات مصيرها إما النسيان أو التهميش.. لعدم توفر محيط يساعد على تطور التجربة الشعرية لديه.
منذ سنة 2011 ومع توافر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة.. والانفتاح بشكل كثيف وعميق على تجارب شعرية عربية كثيرة.. تطورت التجربة الشعرية لديه بشكل كبير.. شارك في الكثير من المجلات والصحف والمواقع الأدبية العربية.. منها (مجلة العربي اليوم المصرية.. مجلة رسائل الشعر التي تصدر بالمملكة المتحدة.. مجلة نصوص من خارج اللغة الصادرة بالرباط.. مجلة كتابة المصرية.. وصحيفة فسانيا الليبية.. ومجلة قصيدة النثر المصرية.. وموقع تذوق الفكر والأدب...) وغيرها.
يمارس أيضاً كتابة النصوص السردية والقصة القصيرة
أجريت معه العديد اللقاءات الأدبية الإذاعية والإلكترونية.
لديه مخطوطان لديوانين قادمين، وهو الآن بصدد إصدار ديوانه البكر الأول.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك