متابعات

حفل تأبين الأديب علي مصطفى المصراتي

الطيوب

حفل تأبين الأديب الراحل “علي مصطفى المصراتي” قاعة المؤتمرات- قصر الخلد طرابلس.

نظم المركز الليبي للثقافات المحلية، صباح يوم الأربعاء 26 يناير 2022م حفل تأبين الأديب الراحل “علي مصطفى المصراتي” الذي وافاه الأجل المحتوم في الـ29 من شهر ديمسبر من العام المنصرم، وأقيم الحفل داخل قاعة المؤتمرات بقصر الخلد بالظهرة طرابلس وسط حضور لفيف من الكتاب والأدباء والمثقفين وبعض السياسيين، وافتتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ووقفة للنشيد الوطني، ثم ألقى السيد “أكرم حسين الكاتب” مدير عام المركز كلمة عبر فيها عن بالغ حزنه لفقد قامة كبيرة بحجم المصراتي قلما يجود الزمان بمثله في توقيت يكون فيه الوطن بحاجة لجهود أمثاله.


تلتها كلمة للسيد “خيري الراندي” وكيل وزارة الثقافة والتنمية المعرفية حيث عرّج على السيرة الذاتية للأديب الراحل مُبرزا أهم مناقبه المضيئة ودوره السياسي والإبداعي طوال 6 عقود، أعقب ذلك بث لتقرير مرئي مسجل يرصد محطات من سيرة الأديب الراحل وأهم إصداراته الأدبية، كما أضاف الدكتور “عبد الله مليطان” في كلمته بأن الحديث عن الأديب “علي مصطفى المصراتي” ينبغي أن يكون ضمن الحديث عن رموز ثلاث في الحركة الأدبية الليبية وهي العتبات التي لا يمكن تجاوزها في مسيرة الحركة الأدبية الليبية المعاصرة يتمثلهم “خليفة محمد التليسي” و”علي فهمي خشيم” و”علي مصطفى المصراتي” وأوضح أنه يذكر هذه الأسماء بتجرد دون ألقاب فالتليسي يكفي وخشيم يكفي والمصراتي فقط يكفي فهذه رموز وعلامات وهي أهرامات ليبيا الحقيقية وتبقى علامات باقية مؤكدا إن لكل رمز من هذه الرموز مقامه وبصمته وأثره وتأثيره في الحياة الأدبية الليبية وأشار مليطان إلى أن المصراتي يتميز ويتفرد عن هؤلاء بكونه كان المفاتيح فقد شكل الأديب الراحل مفتاحا من مفاتيح الثقافة الليبية في الكثير من الموضوعات وعندما نتحدث عن الرموز الثلاث هذا لا يعني اقصاء أو إلغاء لغيرهم إنما هذه النماذج عتبات تميزت بالموسوعية وهذا الجانب الموسوعي نفتقده اليوم، وهذه النماذج الثلاث ما كانت لتكون لولا وجود أسماء كبيرة أيضا كان لها دورها في التأسيس للثقافة الليبية عموما، وتابع إن هنالك الكثيرين ممن كتبوا عن الأدب الشعبي الليبي مثل الشاعر “أحمد النويري” والكاتب “محمد سعيد القشاط” لكن المصراتي كان صاحب أول كتاب يتحدث عن المجتمع الليبي من خلال أمثاله الشعبية ومثل هذا الجهد بداية الاهتمام والعناية بالأدب الشعبي وبالتالي تظل مساهمة المصراتي وريادته فتحت الأبواب أمام الكثيرين لدراسة الأدب الشعبي، وتلى ذلك عرض لتسجيل قديم لمقابلة أجراها الأديب الراحل مع المطربة المصرية الراحلة “أم كلثوم” أثناء زيارتها لليبيا عام 1969م.


وكذلك ألقى الروائي الدكتور “أحمد الرشراش” كلمة الذي استعرض المجالات الأدبية التي كتب فيها الأديب الراحل في التحقيق والتراجم والأعلام والقصة القصيرة والنقد بالإضافة لمجموعة من الكتب والمؤلفات الصادرة عنه وشهادات كبار الكتّاب والأدباء الليبيين والعرب في تجربة الأديب الراحل واختتم الدكتور الرشراش كلمته بتقديم مقترح للمركز الليبي للثقافات المحلية باقامة مؤتمر علمي حول الأديب “علي مصطفى المصراتي ” يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لوفاته على أن تشكل لجنة تحضيرية لاعداد عنوان المؤتمر ومحاوره والجدول الزمني لاستقبال المشاركات والبحوث العلمية، في المقابل شارك الكاتب “حسين المزداوي” بكلمة سبر فيها أغوار ذكرياته مع الأديب الراحل متطرقا لنقطين للجانب الخطابي عند الأديب المصراتي وتأثيرها على سلوكه الثقافي وكتبه وطريقة تفكيره فالأديب المصراتي له الفضل في اخراج الخطابة من الجامع إلى الشارع وتعد نقلة مهمة في تاريخ الخطابة في ليبيا، والنقطة الأخرى للهجة المصرية وهي حسب تقدير المزداوي تحكي قصة طويلة من الغربة ومن الهجرة ومن التأقلم في مجتمع عربي مسلم احتضن المجاهدين الليبيين ولذلك لم يتنكر “علي مصطفى المصراتي” لهذه الرحلة الطويلة من المعاناة واحتفظ بلسانه ولم يحاول وضع صبغة عليه لأن اللسان دائما يرتبط ببدايات المرء. وفي ختام الحفل تم منح أسرة الأديب “علي مصطفى المصراتي” درع تكريم استلمه بالنيابة عنهم الكاتب “حسين المزداوي” ومنح الدكتور “عبد الله مليطان” درع تكريم تقديرا لجهود الثقافية والفكرية .

مقالات ذات علاقة

ندوة تقتفي حضور الثورة في عيون الأدب

مهند سليمان

افتتاح مهرجان عاشق الوطن .. للفنان الراحل محمد السيليني

المشرف العام

مصراته تحتفي باليوم العالمي للمسرح

المشرف العام

اترك تعليق