هايكـو التـنشـيي ـ يوكا *
إشبيليا الجبوري
ترجمة عن اليابانية أكد الجبوري
أستمع نشوة القمر
تبقي كل النجوم الجميلة في السماء.
أحدق نضج الكلمة ثمار
في مجرى النهر.!
أستمع أصوات الموسيقى٬
ذهبت موجات النهر الذي أعرفه٬
الزورق يترنح٬
الأشياء الجميلة٬ تنمو بألم.!
أزهار في لهيب الرؤية٬
تسكن أشجار الغابة
تنحني أغصانها مثقلة
بالنشوة.!
أستمتع بأصوات النهر٬
تخرج منها الموسيقى
الغناء الذي يهفت جمال عيني
تحرج من اليقظة.!
أحلق أحلام غريبة
تحرق كل وجه مسحور٬ القمر
مع صدى الخرير٬ يحرك مكان
سكينتي.!
أستمع نشوة القمر
أتغطى كل ما كنت عليه.
أتيت مع الفجر إلى هذا المأزق
من الجمال.!
ترانيم وسط الغابات٬ اقتحموا بها أغنية بعيدة
اللحظات المنعشة خاطفة٬
كانت سريعة الأجنحة٬
القمر يسارعني على طولها.!
افيض بالسكينة بين يديه
سكينة القمر في عينيه
سكينة النشوة على جبينه
الطمأنينة يدفعها المجداف إلى ضفة طين حر.!
أزهار ندية لحظة الفجر٬
الساعة الأبدية
ترافق الأغصان معي الآن٬
هدهدة في النهر.!
الموسيقى ترفع النشوة٬
لا تكسر موجة النهر٬
قلبي يستمع
مثل البحر.!
اليوم ـ٬
القمر يدشن المقهى البحري
المراكب الصامتة بعد العاصفة عبرت
تنام في داخلي.!
ندى الليل يزحف بالقمر كله
إلى كل أوراق العالم٬
كل أغصان الصفصاف
أخاديد تنام النهر.!
تساقط المطر في الغابة٬ يتشرد بين الأوراق
يظهر بهدوء وكأنه الخطى الوئيدة
في الحلم ولا يسعى٬
هذا كل ما فاته الحزن الآن.!
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 14.01.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)
* التنشيي أو اليوكا٬ تكتب بأربعة أشطر٬ وبوزن ((7.7.5))٬ فالتنشيي إشارة إلى قصائد الهايكو٬ غير إن لها ما يشتمل على؛ الهايكو التقليدي٬ والمعاصر والتجريبي٬ وللهايكو أجناس٬ متميزة بهويتها٬ لها من الخصائص ما يعينها بوظيفة معينة ومحددة٬ تؤطر أغراض الخطاب به. وهذا النوع٬ عند الإشارة إليه “يتراوح طول أسطره الأربع من الهايكو. علما إن للهايكو المعني بتراوح طولها بين سطر وستة أسطر٬ له أنواع٬ مثل: السينيو٬ وهايكو التانكا..٬ وتاغوغيوشي٬ والسيدوكا٬ والدودوسيتو٬ و”اليوكا أو اليوركا”٬ والمونوسيتاشي٬ ويو روكو٬ وأي أختلاف بأسلوب الكتابة لأي نوع يطمس معناه بالبيان واللمع بالمعنى. أي يبعد عن معنى للخطاب المراد به٬ الموجه بخطوطه المعرفية بتعريفه. والآن٬ أعلاه هو (الهايكو ـ التنشيي٬ “الهايكو الرباعي”)٬ و واضح لوزنه وخطابه المتميز في قصائد الهايكو٬ ولكل نوع٬ هويته الخاصة وسعيه بفرض كتابته الهايكو. مما دفعني بالأختيار والتوضيح٬ أهميته العابرة في أنفتاح المعنى٬ ولفظته المركبة الدلالة وندرة الكتابة به عربيا٬ بل شحيح تداوله في النشر.(المترجمة)