الطيوب
في إطار موسمه الثقافي لعام 2021-2022م نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس محاضرة بعنوان (النخبة السياسية في ليبيا..وزراء الملك نموذجا) وذلك مساء يوم الأربعاء 2 فبراير الجاري، وقد أدار المحاضرة الدكتور “علي الهازل” وألقاها المحامي “أبو بكر الشريف” الذي أشار بأن علمي التاريخ والاجتماع السياسي ودراسة النخب وتشكلها في المجتمع الليبي نادرا ما خاض فيه الباحثون بالدراسة الاحصائية والبحث، وتطرق إلى تعريف النخبة ومفردة جمعها وتأثيري المجتمعي من خلال مجموعة صغيرة من الأشخاص المسيطرين على موارد وقوة سياسية معينة فضلا عن النخبة السياسية وهم الأشخاص اللذين يتمتعون بامكانات قادرة على تسيير الشؤون السياسية في المجتمع إضافة لتعريف النخبة كمفهوم سياسي .
الهكيل التنظيمي للنخبة السياسية
ثم تناول المحاضر الإطار الزمني للبحث عن وزراء ليبيا بدءا من الحكومة المؤقتة من إبريل 1951م وحتى 31 من أغسطس من عام 1969م، فهناك النخبة الرسمية وهي تتمثل في أعضاء مجلس الأمة النواب والشيوخ والوزراء والنخب غير الرسمية من قادة النقابات والأحزاب والمثقفين، كما توقف عند الهيكل التنظيمي للنخبة السياسية الرسمية إبان العهد الملكي وهي ترتكز على محورين الأول هو السلطة التنفيذية وجوهرها الملك ومجلس الوزراء والثاني هي السلطة التنفيذية المتمثلة في مجلس الأمة بغرفتيه النواب والشيوخ وكذلك الدور التنفيذي للمك بتولي دور تشريعي وهو إصدار المراسيم الملكية.
عملية صناعة القرار
وركز المحاضر في مبحثه على أليات صنع القرار أو الإطار المؤسسي المتمثل في القوى الفاعلة في هذه العملية ومصدر السلطة موضحا بأن الوضع في حالة النخبة السياسية الرسمية في ليبيا بنيتها والمصادر التي تستمد منها شرعيتها وكذا أنماط تجميد أفرادها جعلت دورها قاصرا على جمال تنفيذ السياسات وليس صياغتها كون أن ملك البلاد هو الشخص الوحيد داخل هذه النخبة الذي يتمتع بامتياز صياغة السياسات.
تدوير النخبة وإعادة توزيعها
وتابع أنه عند تولي وزارة جديدة فهي خليط من وزراء قدامى ووزراء لأول مرة بحيث تتواصل بنى الحكومات المتعاقبة وكان الملك صاحب فكرة وإجراء تطعيم الوزارة الجديدة بعناصر من سابقتها حتى يكون هناك تواصل بين والوزارتين بل إن أغلب الحال نجد رئيس الوزراء الجديدة يكون عنصر بارزا من سابقتها لكي يضمن بقاء النخبة نفسها أو خروجها للعمل الدبلوماسب كسفراء أو مناصب في الإدارة الحكومية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
الخلفية التعليمية والعلمية
وتناول المحاضر أيضا الخلفيات التعليمية والعلمية للوزراء عبر مجموعة من السير الذاتية التي توضح بأن أغلب الوزراء تلقوا تعليمهم بعدة طرائق مختلفة مثل التعليم الذاتي والكتاتيب ولدى المدارس الإيطالية الإبتدائية والثانوية والجامعية والمعاهد الدينية والدراسة بالأزهر في مصر، مشيرا لتميز الكثير من الوزراء وقتذاك من إجادة العديد من اللغات الأجنبية كالإيطالية والإنجليزية والتركية والفرنسية.
الخلفيات الذهنية والثقافية
فيما عرّج على العلاقة بين التخصص الدراسي والمنصب الوزاري وذكر أسماء شخصيات وزارية درست بكليات الحقوق في هذا الصدد كفتحي الكيخيا العدل ورجب الماجري وعبد الحميد البكوش وعبد المجيد كعبار وعلي الساحلي وعبد السلام البوصيري والوزراء اللذين درسوا بكليات الهندسة كجعودة والميلودي وبن عامر، ولفت المحاضر من جهة أخرى للخلفيات الذهنية والثقافية للوزراء في العهد الملكي فالكثير منهم اكتسب ملكات فكرية وإبداعية معينة كوهبي البوري وعلي العنيزي وخليفة التليسي وفؤاد الكعبازي والبوصيري علاوة على انتماءاتهم الفكرية والحزبية فمنهم السنوسيين ومنهم من حزب المؤتمر الوطني وجمعية عمر المختار وصولا للمنتمين لحزب الاستقلال وحزب اليسار والبعث العربي.