الطيوب
الكتاب أحد مصادر المعرفة التي قامت عليها الحضارات، والكتاب وما يتعلق به من أنشطة ثقافية واقتصادية أحد المقاييس المعتمدة لقياس رقي الدول، من خلال معدلات النشر والقراءة.
المكتبات ودور النشر لها دور مهم في إثراء حركة النشر وتوفير الكتاب للقارئ والمهتم، ودون وجود منظومة داعمة من خلال مؤسسات الدولة لن تتمكن المكتبات من اداء دورها بالشكل الصحيح.
في واقعنا الليبي تعمل المكتبات ودور النشر دون وجود دعم حقيقي لها أو للكتاب، لكن بالرغم من هذه المعاناة ثمة الكثير من التجارب التي تحاول بعض المكتبات من خلالها تقريب الكتاب للقارئ والمواطن.
في هذه الفسحة، نلتقي بمدير مكتبة الفرجاني، السيد “سمير الفرجاني” في حديث عن مشروع (ركن الكتاب)، الذي أطلقته قبل فترة في أكثر من مركز تسوق بمدينة طرابلس.
بداية، كيف جاءت فكرة هذا الركن؟
فكرة ركن الكتاب ليست جديدة، بل موجودة في الكثير من البلاد الأخرى، حيث تجدها في بعض السوبر ماركت ومحطات البنزين وفي المطارات، ولكن في ليبيا لا يوجد مكان تقتني منه الكتاب إلا المكتبات، وبحكم أن المكتبات في طرابلس، وليبيا بشكل عام، تعتبر قليلة وغير منتشرة، مما حد من وصول القارئ إليها لاقتناء الكتب لعدة أسباب؛ منها بعد المسافة، وذلك لتركزها في وسط المدن، وحيث أن المواطن عادة يقتني متطلباته من السوبر ماركت، رأينا ان نختصر المسافة، ونقترب إلية أكثر ونعطيه فرصة للاطلاع علي بعض العناوين وشرائها، من خلال السوبر ماركت لحظة شرائه لمستلزماته الأخرى، دون أن يضطّر الذهاب الى المكتبة.
الحلول تكمن في تنمية فكرة القراءة والتشجيع عليها
ما هي الهدف من هذا المشروع؟
الهدف من المشروع كما سبق أن أوضحت، هو تقريب الكتاب إلى القارئ في الأماكن التي يتسوق فيها وإعطائه فرصة أكبر لاقتنائها.
هل تتوقعون لهذا المشروع النجاح؟
نتمنى نجاح هذه الفكرة، وخصوصاً بعد الانطباعات الايجابية التي لمسنها حين طرحها والإعلان عنها في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لاقت ترحيبا كبيرا من جمهور القراء والمتابعين وقد أثنوا عليها وشجعونا على الاستمرار فيها.
لنركز أكثر على المشروع؛ كيف تم تنفيذ هذا المشروع؟ وكم عدد الكتب التي يحملها كل ركن؟
قمنا أولاً بدراسة المشروع من حيث حجم عارضة الكتب وعدد الأرفف بها وسعتها وأبعادها، لكي تتماشي مع الأماكن التي سوف توضع فيها، ثم قمنا بتنفيذها من خلال الورش المحلية.
وكم عدد الأركان التي تم توزيعها؟ وأين؟
لقد قمنا حتى الان بالتوزيع في أربعة أماكن لنرى ردة الفعل الأولى للسوق، وقد لاقت استحسان الناس. وسنستمر في الانتشار في أماكن أخرى حتى نغطي مساحة جغرافية كبيرة من مدينة طرابلس.
وبالنسبة لعدد الكتب التي يمكن عرضاها، فهي ثلاثون عنوانا كواجهة عرض.
وعلى أي أساسا تم اختيار الأماكن لتوزيع هذه المكتبات؟
لقد استهدفنا الأماكن التي يوجد بها كثافة كبيرة للمسوقين.
كيف تقيمون التجربة منذ تاريخ إطلاقها القريب؟
التجربة مشجعة ولكن لازالت تحتاج الى وقت أكثر لتقيمها.
وهل تتوقعون إقبالا على هذه المشروع؟
نتمنى ذلك، وهذا هوا هدفنا.
وما هي الشريحة التي تعتقدون أنها الأكثر إقبالا على القراءة؟
نستهدف كل الشرائح التي تهتم بالثقافة العامة، حيث جل المواضيع المعروضة؛ كتب أدبية، وكتب تنمية بشرية، وكتب أطفال، وغيرها من الكتب غير المتخصصة في مجال معين.
دعنا نتحول بدفة الحوار باتجاه الكتاب في ليبيا:
ما هي مشاكل الكتاب في ليبيا؟ وهل نستطيع القول إن عمل المكتبات رائجاً في ليبيا؟
مشاكل الكتاب تكمن في عدة نقاط؛ أولها عدم أو ضعف الترويج والتشجيع على القراءة والاطلاع على الكتب من طرف الدولة والمؤسسات التعليمية والأهلية، مما أوجد حالة من العزوف على القراءة بشكل عام، وكذلك شح المكتبات العامة مع عدم تطويرها وإمدادها بالكتب الحديثة.
وأخيراً ارتفاع سعر الكتب الأصلية في مكتبات بيع الكتب مقارنة مع دخل الفرد في ليبيا، مما سبب عدم القدرة على اقتناء الكتب بشكل كبير.
وبالنسبة لرواج عمل المكتبات فهو يعتبر عمل غير رائج بدليل أنه لا يوجد إلا عدد محدود جداً من المكتبات مقارنة بالأعمال والنشاطات الأخرى في السوق
كيف تقيم العلاقة بين القارئ الليبي والمكتبات؟
القارئ الليبي مثقف جداً ويبحث دائماً على الكتب والمواضيع القيمة وعلاقته جيدة لولا العوائق سابقة الذكر التي تحرمه من اقتناء الكتاب.
دور المؤسسات الثقافية في ليبيا ضعيف
ما هي الحلول المقترحة لجذب القارئ؟
الحلول تكمن في تنمية فكرة القراءة والتشجيع عليها، والقيام بالعديد من النشاطات التي تدعم هذا المسار؛ من عقد ندوات وحفلات توقيع ومعارض كتاب مخفضة ومتعددة على مدار العام والقيام بالمسابقات الثقافية.
كيف تقيمون عمل المؤسسات الثقافة في ليبيا اتجاه الكتاب، ودور النشر؟
دور المؤسسات الثقافية في ليبيا ضعيف، حيث لا توجد مشاريع حقيقية للرفع من المستوى الثقافي للمجتمع ولا يوجد دعم للناشرين المحليين ولا يوجد حراك ثقافي ملموس تقوم به هذه المؤسسات.
مكتبة الفرجاني؛ مكتبة عريقة ولها تاريخ طويل مع الكتاب، كيف تقيم تجربتها مع الكتاب والقارئ الليبي؟ وما هي قراءتكم للمستقبل؟
هي تجربة رائدة وعريقة أسسها الوالد رحمة الله محمد بشير الفرجاني ونحن مستمرين في الحفاظ عليها وتطويرها ان شاء الله.
هل هناك مشاريع قادمة لدعم الكتاب؟
بدأنا بمشروع ركن الكتاب وسنحاول تطويره وكذلك مستمرون في عملية النشر حيث سوف تصدر مجموعة قيمة من العناوين خلال معرض القاهرة القادم ان شاء الله.
كلمة أخيرة…
كل الشكر لموقع بلد الطيوب لإتاحتها الفرصة لنا للتعريف بهذه الفكرة وإبرازها بشكل أوضح للقارئ والمتابع وكذلك لاهتمامها ومتابعتها لاي عمل أو مجهود يثري ويرفع من العمل الثقافي في ليبيا.