عن نتاجها القصصي وكاتبات القصة في ليبيا والنقد تحدثنا معها وأبدت رأيها بكل تحفظ على ما رأت من أسباب تذكر لبعض الأمور تخص الكاتبات الليبيات وحال الحركة الثقافية في ليبيا بنفس ابتعادها عن الجرأة في طرح مواضيع قصصها كان هو ذات الأسلوب في ردها على أسئلتنا كما رفضت الرد على بعضها الآخر ، القاصة والكاتبة الليبية نادرة العويتي في هذا الحوار القصير …
حوار : محمد القذافي مسعود
كيف تنظرين إلى البدايات اليوم ؟
بداياتي القصصية أعود لها في مجموعة ” حاجز الحزن ” الصادرة عن الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان عام 1986 م أعود لها واسترجع ذكرى أحداث مضت فأراني أستعيد حالة حزن مازالت ماثلة أمامي وأعيد توثيق أمومتي لهذه النصوص التي تحمل براءة المواليد الجدد وربما كانت رغبة التحليق على أجنحة القصة هي التي تجعل الطيران أجمل .
عدم وجود أصوات نسوية ليبية معروفة وفاعلة في القصة والرواية وهنا ( لا أستثني الأسماء الرائدة في الكتابة السردية ) إلى ما تعود أسباب هذا الأمر في رأيك إذا ما كنت تؤيدين ..؟
لا أريد أن أحاكم الإنتاج الأدبي النسائي بمنطق الفاعلية والشهرة يكفي أن نتذكر أن الحركة الأدبية بوجه عام قد مرت في الماضي بعثرات ومن أهمها انعدام وسائل النشر وغياب الصحف الأدبية المتخصصة في هذه السنوات ازداد عدد الشاعرات والقاصات بشكل واضح . لا نستطيع أن نجد الجواب الشافي للنقص الواضح في عدد الكاتبات والشاعرات إلا بالبحث عن طبيعة نشاط الحركة الأدبية في بلادنا وطبيعة حركة المجتمع عندما نلحظ الوفرة في أسماء الكاتبات في بعض الأقطار العربية كما ونوعا نشعر بالأسف إلا أن الأمل يأخذنا إلى أن هذه النقلة ستحدث عما قريب .
هل وجدت أعمالك الاهتمام الكافي من النقد وبالتالي تكون حصلت على حقها من التناول النقدي بالدارسة والتحليل أم أن هذا الأمر لم يتحقق بعد ؟
“حاجز الحزن” ، ” اعترافات أخرى ” ، ” عند مفترق الطرق ” ، أنا راضية جدا على حالة التواصل بيني وبين القراء والزملاء والأساتذة الذين قدموا قراءة في هذه المجموعات ، لكل كاتب أولويات ودوافع للكتابة والتعبير ردة فعل القارئ العادي هي التي تعنيني وأنا فخورة أن حفزت البعض للاهتمام بالقصة القصيرة ، العمل النقدي الموازي لأهمية ما ينشر سيضيف للمشهد الثقافي بعدا آخر نحن في انتظاره .
لك تجربة يتيمة في كتابة الرواية ” المرأة التي استنطقت الطبيعة ” لماذا توقفت عند هذا العمل ولم تواصلي بتقديم روايات أخرى ؟
تأخذني القصة أكثر ….والمقالة أيضا ..
أيمكن أن نشهد خلال الأيام القادمة ظهور عمل سردي يحمل بشكل أو بآخر السيرة الذاتية لنادرة العويتي ؟
حياتي البسيطة بحلوها ومرها ليس فيها مادة تسر القارئ الجانب الوحيد الهام هو معايشتي للسيدة الفاضلة الراحلة خديجة الجهمي وأسرة تحرير مجلة البيت وملاحظاتي حول معاناة الكتاب والمصورين والرسامين في بلدي ومعاناة الكاتبات المبتدءات .
التابوهات واستمرارها في ظل الانفتاح واتساع هامش الحريات ..هل ثمة تابوهات ليبية أي تابوهات متعلقة بخصوصية البيئة الليبية ؟
ربما أكون أنا الكاتبة الأكثر تحفظا وانضباطا وتمسكا بكل الثوابت الاجتماعية وإذا ما حدث وغاب الرقيب الصعب الساكن في أعماقي وتجرأ القلم بعض الشئ فإنني سرعان ما أحاسب نفسي وأعود إلى المربع الأول الذي انطلقت منه ، حرية التفكير والتعبير الصريح عن بواطن التفكير دون مراوغة مسألة لم نعتدها بعد ، وثقافة لم نتشبع بها ونمارسها .قبل أن نتناول حرية التفكير علينا أن نتذكر
أوصاف مجتمعنا ووضع المرأة فيه على اعتبار أنها تابعة للآخر
حتى على المستوى الأدبي عليه ليس من الشجاعة أن تغامر الكاتبة
بمكانتها الاجتماعية مقابل التعبير الحر عما يدور في خلدها وإن غامرت فلها أن تتحمل النتائج . المرأة تعيش حالة وصاية شديدة مع الأب والزوج والابن فان تساهل الأول والثاني أذكر الجميع أن الثالث هو الأصعب من منظور مكانة الأمومة وما تشكله هذه المكانة من خطورة عالية جوابي على السؤال طال وتشعب ولم أقل بعد كل شئ وربما يحتاج الأمر مجموعة مقالات ومن قبل الجميع .
ما هي مشاريعك في الكتابة ؟
الكتابة لا نخطط لها ، لكننا نحلم بها نعم الكتابة حلم عشق ، تصوف ، ارتقاء إلى دنا خاصة خالية من الأسمنت والفجاجة ، أتمنى أن أكتب وفق قوة الجاذبية المتاحة أمامي لأحداث تظلل مساحة ما من الذاكرة الطفولية الأحلام قد تتعارض مع الاستعدادات النفسية والتهيئة الذهنية والأفضل أن نترك للظروف فرصتها لعلها تهدينا بعض الإلهام والشجاعة .
شاع في السنوات الأخيرة مصطلح أدب نسائي وكان يتداول بين النقاد حيث يذكر عند الحديث عن أي نتاج إبداعي تكون صاحبته أنثى ، كيف كان استقبالك لهذا المصطلح ؟
مصطلح أدب نسائي مصطلح سئ للغاية وكلما سمعته أشعر أني في مزين للسيدات أو في صالة أفراح أو في حمام سيدي درغوت .
هذا المصطلح فيه كل ما في العباءة والخمار والرموش الصناعية على المستوى المحلي هذا المصطلح مصيبة لأنه ساهم في وضع جميع الكاتبات والشاعرات في سلة واحدة بصرف النظر عما بينهن من فوارق تتعلق بالمستوى الثقافي والفني .
والكثير من الدراسات اتجهت إلى خض هذه السلة واستخراج النتائج المغلوطة وهناك عبارات جاهزة مكررة سلفا تقول أن الكاتبة لا تكتب إلا تجاربها الذاتية وإنها تشتكي ظلم الرجل ولا شئ آخر .
_________________
نشر بموقع النور