مزروعٌ أنا هُنا
على حافة الأفق
على الطرف الآخر من المحيط
أنتظر لحظة تُشرقين
من خلف أحجبة النّت
منزرِعٌ أنا هنا
أُداعب بأصابع القلق
أزرار الكي بورد
وتتاخرين
تمضي الدقائق مُثقلة بالشوق
يلفني القلق
يطوقني
يأخذني إلى مناطق مهجورة كالحة
تلف عقارب ساعتي
وأجدني
ألفُّ معها بين شوقي وقلقي
وتُومضين
تُشرقين
تغمر الأنوار لوح الكي بورد
ولوح وجهي الذي غادرته الألوان
مُنذ سنين
أقلق عليكِ
وأسأل في لهفة
عن سبب ذاك التأخير
فتُجيب حبيبتي
ورق عِنَب
شغل حبيبتي عني ورق العِنَب
كنت أنا ألفُ هُنا
وتلف بي الدنيا
وحبيبتي تلف ورق العنب
تغازل كل ورقة لوحدها
هكذا تصطفي من صحنِ أوراق العنب
الذي يعرض مفاتنه امامها
تنتقي أجمل ورقة
تفردها على راحة
كفها
وتأمرها أن تحكي لها قصتها
كل ورقةِ عِنَب تحكي لحبيتي
رحلتها المُمتعة
من عرائش البيوت الشاميه
إلى حيث إستقرت على كفها
تُكافئها حبيتي
إن كانت قصتها عذبة
تملأ قلبها وتجعلها تظهر
لكل العيون جميلة مكتنزه
وأنا أحكي قصصي
للوح الكي بورد
ولوح الكي بورد التعيس
ليس لديه ما يرويه
أو ما يحكيه
فهو لم يعرف أزقة الشام
ولاحواريها
لم يظلل أسقف بيوتها
لم يسكر بعنب دواليها
كما سَكَرت أوراق العِنَب
تعليق واحد
رائعة اتمنى لك التألق الدائم