(قورينا الجديدة).. نظم مجلس الثقافة العام نشاط ثقافي ضمن مشاركته في الدورة (23) لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بمشاركة سفارة ليبيا لدى دولة الإمارات حيث إستضافة سعادة سفير ليبيا بالإمارات في بيته العامر نشاطاً ثقافياً زاخراً حضره لفيف من رجال الفكر و الأدب و السلك الدبلوماسي وعدد من الجالية الليبية بأبوظبي حيث كانت البداية بأمسية شعرية شارك فيها : الشاعر هليل البيجو بجموعة من قصائده و السادة المبروك العلاقي و محمد حنيش اللذين شاركا ببعض النصوص تراوحت بين الفصحى و العامية و جاء في ختام الأمسية الشاعرة عبد المنعم فليليح الذي أنشد الحضور مجموعة من قصائده المحكية.
وأقام مجلس الثقافة العام يوم أمس الأول ندوة فكرية حول (الأثر الروحي في تكوين الشخصية الليبية) بمشاركة سفير ليبيا لدى دولة الإمارات (الدكتور عارف النايض) ووزير الثقافة السابق، الدكتور عبدالرحمن هابيل، ومشاركة ثلة من الأدباء والكتاب الليبيين.
وساهم في إثراء هذه الندوة مجموعة من الأساتذة المقيمين بدولة الإمارات وقد كانت البداية بكلمة السفير رحب فيها بالحضور وأثنى على مجلس الثقافة العام على دوره البارز في التعريف بالثقافة الليبية ثم تلاه محمد محيا رئيس مجلس الثقافة العام، الذي أكد من خلال كلمته على أن المجلس يضع ضمن أولوياته للتعريف بوجه ليبيا الثقافي الجديد واعتبر مشاركة المجلس في معرض أبو ظبي فرصة تتيح للكتاب الليبي الإنتشار وتساهم في مد جسر التواصل ثقافياً بين الشعوب.
ثم عاد الدكتور عارف ليأخد زمام المبادرة في طرح وجه نظره حول الأثر الروحي وما يمثله من أهمية في تكوين الشخصية الليبية، حيث أكد على أن الليبيين يملكون حساً روحياً، وأنهم ضربوا مثلاً إبان ثورة 17 فبراير في التكاتف الإجتماعي في أبهى صورة وتراحم إنساني في أبهى حلله، وإن إستثمار الجانب الروحي للشخصية الليبية لهو الضمان لإجتماع الكلمة واتحاد الرأي والإبتعاد عن التشرذم والتناحر ونحن قادمون على بناء ليبيانا الحبيبة.
وقد أظفى على القاعة جواً روحياً ذكر بحسن التوادد وجميل التواصل في اشتداد الأزمة وشدة البئس.
ثم أتاح الدكتور النايض الفرصة للدكتور عبدالرحمن هابيل الذي تناول جانباً آخر فسر من خلاله ما يطفو على السطح من تنازع واستبداد بالرأي وانحراف عن المسار الذي كنا نرجوه للثورة، قائلاً، ”إن ثورة 17 فبراير تختلف عن ثورات الربيع العربي الأخرى فهي ثورة تنشد الدولة وتريد النظام المؤسس فقد ملت حالة الفوضى العارمة الذي كان يمثلها النظام السابق، غير أن من امتلك القوة والسلاح بعد انتصار هذا الثورة تحولوا بها إلى حالة من الفوضى وأصبح الأمر كأنه استبدال واحلال بمعنى أن يستبدل الشعب الليبي طواغيتاً بطواغيت وجبارين بجبارين وهذا ما يخالف السبب الذي ثار من أجله الشعب الليبي الذي كان ينشد في الثورة دولة رشيدة وحكم يقوم على المؤسسة”.
كما تطرق، هابيل، إلى موضوع الدستور وإلى الدعوات بإعتماد دستور عام 1963 المعدل عن الدستور الأول وأوضح أن هذا يضمن الموافقة على أن تكون ليبيا دولة ملكية دستورية إلى كلام آخر طويل.
وبعد اختتام مداخلة الدكتور هابيل دعا السيد السفير الذي انتظمت هذه الندوة ببيته العامر إلى استراحة عادت بعدها الندوة للإلتآم وكانت هناك مداخلات من السادة المشاركين دارت جميعها حول الموضوع و إن اتخذت أساليب مختلفة و بعد نقاش امتد لأكثر من ساعتين اختتمت الندوة و أعمن المجلس عن نشاطه القادم الذي ينتظم يوم 30/4/2013 بإمارة دبي بمقر الجالية الليبية حيث ستكون هناك ندوة حول مستقبل الثقافة في ليبيا و أمسية شعرية لشعراء ليبيين.