قصة

زهرة الرِيْنش

1

يتشتت ضباب الصباح.. يومض العشب النديّ تحت الشمس الباردة.. تخرج مريم للبحث عن زهرة الرينش في الدغل المحاذي للبيت.. تتمنى أيضاً أن تجد آثار الشيهم الآكل للرينش.. سمعت من معلمتها في الروضة أن قدمي الشيهم الخلفيتين تشبهان قدمي الإنسان.. وربما ستحصل على بعض الشيص أيضاً.. كان صباحها مليئاً بالأماني.. لكنها عادت من رحلتها الاستكشافية لتروي لرفيقاتها في الروضة حكاية أخرى.

التشكيلية الفلسطينية _ كنان الربيعي
التشكيلية الفلسطينية _ كنان الربيعي

2

ــ بنت جيرانكم؟!

ــ كانت متمددة تحت الأغصان.. ترتجف.. الأرض مبللة بعد الضباب.. الأغصان تقطر.. كان شخص ما ــ لم أتبين وجهه ــ يتمدد فوقها.

ــ لماذا يتمدد فوقها؟ هل هي مريضة؟

ــ ليحميها من البرد يا غبيّة! ما قلت لك العشب مَبْلُول!

ــ ماذا قالت لكِ؟

ــ تواريت خلف الأغصان حتى لا تراني.. خشيت أن تلومني لأنني ذهبت إلى الغابة وحدي.. وعلى كل حال هي لم تلتفت.. مع أنني عطست!

ــ هل ينبغي أن يتمدد الناس فوق بعضهم أثناء البرد؟!

ــ لا أعرف.. المعلّمة لم تقل لنا ذلك.

ــ وماذا حدث بعد ذلك؟

ــ لا شيء.. عدت.. وتركتها هناك تتأوه.

ــ مسكينة.. تتأوه من البرد!

ــ ولكنكِ لم تحكي لنا عن زهرة الرينش؟

***

(2013)

مقالات ذات علاقة

فـأر المـكتـبة

أحمد يوسف عقيلة

الحب يموت مرتين

المشرف العام

خيوس..

زكري العزابي

اترك تعليق