الطيوب
أقيم مساء يوم الإثنين 11 أكتوبر 2021م بدار حسن الفقيه حسن للفنون في المدينة القديمة طرابلس معرض للقصص المصورة (الفن التاسع – الكوميك) يُعنى بقصص ورسوم الأطفال، وقد حضرت حفل الافتتاح وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية السيدة “مبروكة توغي عثمان”، وتضمن المعرض مشاركة أربعة فنانين ممن يملكون رصيدا ثريا في مطبوعات الأطفال المصورة، “سالم العدل”، “محمد بلحاج”، “موسى أبوسبيحة”، “عدنان القرقني”.
وتوقفنا عند الفنان “محمد بلحاج” الذي حدثتنا عن فن القصة المصورة قائلا إن الفن القصة اليوم أصبح معترفا به يحمل اسم الفن السابع وله مهرجانات على مستوى الوطن العربي وهناك العديد من الفنانين المتيزين في هذا الميدان، وأوضح إن القصة المصورة لديها هدف تسعى لتحقيقه يتمثل في تربية النشء ولتمرير جملة من القناعات الجيدة والخصال الحميدة للطفل وللشاب وجيلنا الأول من فناني القصة المصورة تتلمذنا على أيدي فنانين كبار كالفنان محمد الزواوي ومحمد عبيّة بالإضافة لمجلة الأمل وفضل المربية خديجة الجهمي على تكوين جيلنا وتوجيهنا، وهدفنا توفير مناخ جيد للطفل القارئ فأحيانا الطفل لا يروقه القص السردي بقدر ما تجذبه القصة المصورة برسوماتها وألوانها وعبرها يستقي القيم الجميلة، وأكد بأن القراءة الإلكترونية لا تغنى عن القصة التي يقتنيها الطفل بنفسه وهو يجني بذلك عدة مكتبسات تساهم في صقل شخصيته، فالطفل عندما يبنى بصورة قويمة تكون النتيجة مجتمع سليم، كما ناشد الجهات الحكومية بالدولة بضرورة الإلتفات لدعم فن القصة المصورة وقصص الأطفال.
وعن فاعلية المعرض حدثنا الفنان “موسى أبو سبيحة” أن هذا المعرض يفرد مساحة خاصة لفن رسم القصة المصورة لدى الأطفال، وعن سبب مشاركته في المعرض قال إنه قد جاء كتأريخ لفن القصة المصورة في ليبيا الذي تمتد جذوره لأكثر من 48 عام بجهود الفنان الراحل “محمد عبيّة” من خلال مجلة الأمل عام 1974م، ويضيف بأن فكرة المعرض تبلورت في ذهن الفنان “محمد بلحاج” الذي سبق وأن عمل عليها في عام 1978م و”سالم العدل” في عام 1982م و”عدنان القرقني” في عام 1989م وبالنسبة لي بدأت مع الأمل عام 2004م، وسيلاحظ رواد المعرض خصوصا من الجيل المعاصر بعض الرسومات والقصص القديمة في طريقة إخراجها ورسمها ونحن هنا قصدنا التوثيق للإضاءة والتعريف بتاريخ فن القصة المصورة فطفل اليوم يفتقر للثقافة المحلية بخلاف طفل الأمس، وأشار أبو سبيحة إلى أنه يرى تراجعا كبيرا في القصة المصورة اليوم رغم وجود الكثير من الرسامين وعزى ذلك لغياب دعم المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون وأكد على ضرورة دعم فن القصة المصورة فهي تحاكي التلفزيون الخاص بالطفل وتعد بمثابة نافذة صغيرة تُشكل وعي الطفل بالعالم بصورة أجمل، من جهة اخرى تحدث عن المشاكل وضعف الإمكانيات التي تواجهها مجلة الأمل في إنتظام صدورها، كما دعا لفتح آفاق جديدة للرسامين والموهوبي واختتم دعوته بحاجة الرسامين للدعم والتحفيز.