حوارات

عبدالحكيم عامر الطويل في حديث حول أدب الخيال العلمي: مازلت مندهشاً كيف أنني الكاتب الليبي الوحيد حتى الآن الذي نَشَر في هذا الأدب

الطيوب

عبدالحكيم عامر الطويل – المهندس والباحث والكاتب

عبدالحكيم عامر الطويل” اسم لا يمكن أن وضعه في خانة واحدة، إنما في أكثر من خانة تميز فيها، بداية من التخصص (الهندسة النووية)، إلى الهوس بالتاريخ الليبي والآثار الليبية، إلى السياحة، وصولا إلى الأدب وبشكل خاص، أدب الخيال العلمي! وهنا نذكر أن لـ”عبد الحكيم” في كل ما ذكرنا له إسهام مادي موجود في المكتبة الليبية، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المحاضرات والمشاركات الثقافية المحلية والعربية، وهنا أستدرك خانة التصوير الفوتوغرافي!!

في هذا اللقاء، سيكون تركيزنا على أدب الخيال العلمي، في محاولة لإلقاء الضوء على هذا الجنس الأدبي غير النش في التجربة الأدبية في ليبياـ خاصة وإن للضيف أكثر من إسهام وإصدار في هذا المجال؛ حيث صدرت له المجموعات القصصية: مُشكلة إيمانية (، مجلس الثقافة العام، ليبيا)، وبنت أبيها (2020، منشورات دار فانتازيون للنشر والتوزيع، القاهرة)، وأخيرا مشاركته في المجموعة القصصية الجامعة (المقاومون)، 2020، والتي أصدرتها الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي لمجموعة من المؤلفين.

بداية، توقفنا للحديث عن ماهية أدب الخيال العلمي. وعلاقته بالفنتازيا!

من وجهة نظر شخصية:

بينما يعتمد أدب “الفانتازيا” على الخيال غير المحدود، يعتمد الخيال العلمي على النتائج والتوقعات والتقنيات والاكتشافات الجديدة للعلوم التطبيقية، بناء على هذا فالفارق بين أدب الفانتازيا وأدب الخيال العلمي. هو أن أدب الخيال العلمي يعتمد شبه كلياً على “قواعد الطبيعة العلمية” في صياغاته وحبكاته القصصية، بينما نجد أدب الفانتازيا غير ملتزم بها، فهو خيال بلا أي حدود، حُر بإطلاق في اختيار شخوصه وأزمانه وأماكنه، ولهذا نجد فيه مصاصي الدماء والأقزام والجن والتنانين والسحرة، لكننا لا نجدها في أدب الخيال العلمي لأنها لا تخضع لقوانين الطبيعة،

على أي حال! وكمفارقة لطيفة أراها، لو خضع يوماً مصاصي الدماء والأقزام والجن والتنانين والسحرة إلى قاعدة طبيعية علمية مثبتة، فلا شك في أن أدب الخيال العلمي سيشملها! وأود أن أعطي مثال على ذلك لزيادة توضيح ما يُقلق حقاً هذا الأدب، فحقيقة أن هناك كائنات حية تعيش على امتصاص الدماء حقيقة تؤيدها علوم الحيوان وهندسة المورثات، فإذا ما أمكن يوماً نقل هذه المورثة إلى البشر فأيقن بانضمام مصاصي الدماء لأدب الخيال العمي! على أي حال حتى ولو لم تنجح البشرية في نقل هذه المورثة سيحاول أدب الخيال العلمي بحثها واقتراح تحقيقها وفق قواعد الطبيعة والكيمياء وهندسة المورثات الثابتة لا بالاعتماد على الخيال وحده.

ماذا عن الإسهامات ليبية في هذا المجال؟

الحقيقة مازلت مندهشاً كيف أنني الكاتب الليبي الوحيد حتى الآن الذي نَشَر  في هذا الأدب، حيث لي فيه كتابان ومجموعة قصص منشورة في عدة مجلات عربية خليجية، مازلت أول ليبي ينشر فيه، وربما الوحيد فيما أعلم حتى الآن، ومع أن بعض الأصدقاء يذكرونني دائماً بمجموعة الراحل يوسف القويري “من مفكرة رجل لم يولد” التي نشرتها مكتبة الفكر بطرابلس في 1971، غير أن من يقرأ هذا الكتاب بتأني لا يجده مجموعة قصصية بقدر ما هي تقارير أدبية تستشرف بعض اختراعات المستقبل، فليس هناك مقدمة ونهاية وحبكة أو عقدة في الوسط كما هو أسلوب القصص القصيرة.

هل هناك أسس أو قواعد لكتابة الخيال العلمي؟

الأساس الأول هو حُب الكاتب المسبق لهذا اللون من الأدب ومتابعة نتاجه ما أمكن، سواء المكتوب أو المٌشاهد أو حتى المسموع، الأساس الثاني هو أن يكون له ملكة أدبية في الكتابة بأسلوب قصصي متعارف عليه، غير أن أهم أُسس كتابة الخيال العلمي بطبيعة الحال هو أن يكون للكاتب أساس علمي جامعي على الأقل في أيٍ من تخصصات العلوم التطبيقية، فهذا الأدب كما نوهت يعتمد في سرده القصصي على نتائج وتوقعات ومفاهيم وتقنيات واختراعات والاكتشافات الجديدة للعلوم التطبيقية، ولا يجب أن يرتكب أي خطأ علمي في سرده القصصي، ولن يكون بمأمن من ذلك إلا إذا كان متمكناً من أسس العلوم التطبيقية وقواعدها العلمية العامة.  

 يقال إن كتابات الخيال العلمي المتقدمة؛ هي التي فتحت المجال للإنسان ليبدع ويحقق هذه الإنجازات التي تخيلها الكتاب؟

نعم هناك الكثير من الأدلة على أن الكثير من المنجزات (والكوارث!) العلمية الحديثة قد توقعها وكتب عنها أحد كُتَّاب الخيال العلمي قبل حدوثها بعقود طويلة، ربما أشهر وأقوى –وربما حتى أدهش- مثال على ذلك هو رحلة الإنسان إلى القمر في 1969، إذ من المدهش حقاً كيف أنها حاكت بشكل كبير تفاصيل الرحلة التي توقعها المحامي والروائي والمسرحي والشاعر الفرنسي رائد أدب الخيال العلمي “جول فيرن” (1828-1905) في روايته “رحلة إلى القمر” التي نُشِرَت في 1865 -أي قبل الرحلة الفعلية التي نفذتها وكالة الفضاء والطيران الأمريكية بـ104 سنة! فشكل مركبته وعدد أفرادها الثلاثة وانطلاقها عبر قوة دفع هائلة تشبه إلى حد كبير ما حدث بالفعل بعد 104 سنة! العجيب هو أن حتى إحدى شخصيات روايته هذه كان اسمه “نيل أرمسترونج!!” على أي حال لا أظن أن هناك معجزة أو ما وراء الطبيعة هنا بقدر ما أن علماء الرحلة الحقيقية كانوا على دراية بهذه الرواية وربما حتى اقتفوا أثرها بصفتها أول مشروع جاهز لهذه الرحلة مليء حقاً بالتفاصيل التي بالإمكان محاكاتها، أظن أن حتى اختيار علماء وكالة الفضاء والطيران الأمريكية “نيل أرمسترونج” لهذه المهمة كان لأن اسمه قد ذكره جول فيرن في روايته!

كما أن روايته “20 ألف فرسح تحت سطح البحر ” التي نُشِرت في 1870 وكانت مقررة علينا أيام ثانويتي العامة في مادة اللغة الإنجليزية كانت قد تنبأت بالغواصة قبل صناعتها الأولى بنحو ربع قرن في 1897! هذا كاتب استثنائي حقيقة من آباء أدب الخيال العلمي حتى أنني حرصت على تتبع آثاره في فرنسا عند زيارتي لها في 2009، فوجدت الفرنسيين يقدرونه، حقاً حتى أن محطة ركاب رئيسة كبيرة مركزية يؤومها المئات يومياً في عاصمتهم باريس قد سُميت باسمه في حي ناطحات السحاب الباريسي الراقي “الديفانص”، حتى أنني حرصت على التقاط صورة تذكارية قرب اسمه هناك!

على أي حال من يقرأ أدب الخيال العلمي لغير جول فيرن ويقارنه بمخترعات اليوم (وكوارثه العلمية!) يدرك ما لهذا الأدب ليس فقط من علاقة قوية بمخترعات اليوم بل بسبق توقعها وربما الحث على اختراعها أو اختراع علاج لها لأهميتها الحيوية للبشر، فمن كان مثلي على سبيل المثال قد تابع الموسم الأول لمسلسل الخيال العلمي التلفزي “الطريق الشاق إلى النجوم” (ستار ترك) الذي بُثَّت حلقته الأولى في 1966 كان يَعرف منذ ذلك الزمن “الآي باد” وباسمه هذا تقريباً! فقد كان طاقم سفينة هذا المسلسل يحمل جهاز مماثل له يسمى “باد PADD”!

أما ما أراه مفاجأة المفاجاءات لتوقعات أدب الخيال العلمي فهو فيلم Contagion (العدوى) من بطولة مات ديمون ومايكل دوغلاس وغوينث بالترو، فقد عُرض هذا الفيلم سنة 2011 – أي منذ 10 سنوات – دون أن يشهد قبولاً كبيراً، لكن حينما أصابتنا جائحة الكورونا تذكر الكثيرون هذا الفيلم، إذ أصابهم الذهول كيف أنه تنبأ بحدوث وباء فيروسي عالمي يصيب الجهاز التنفسي قادم من الصين ومصدره الخفافيش! وكيف أن أعراض الكورونا وإجراءات الوقاية منه -من ارتداء الكمامة وغسل للأيدي وعزل المدن المصابة- كانت شبيهة جداً بأعراض وإجراءات الوقاية من وباء هذا الفيلم! لدرجة أن الكثيرون يظنون اليوم بأن سبب الكورونا هو شخص شاهد هذا الفيلم وقرر تنفيذه!

على أي حال لم يُخف كاتب مشاهد هذا الفيلم (السيناريست) “سكوت بيرنز” أنه استشار علماء فيروسات وأوبئة بمن فيهم خبراء منظمة الصحة العالمية ليجعل فيلمه ذو مصداقية علمية.

سؤالنا الآن؛ هل أدب الخيال العلمي رائج في الثقافة العربية، المحلية؟

هو رائج في مصر من خلال انتشار مطبوعات الخيال العلمي بكثرة هناك منذ عدة عقود، كما يوجد كُتَّاب خيال علمي معروفين في العراق وسوريا، هناك كذلك كُتاب متفرقين آخرين في الدول المغاربية وربما أحدهم في السودان وآخر في الكويت، غير أن نتاجهم يحسب لهم لا على مجتمعاتهم وعلى الثقافة الفرنسية بالنسبة للمغاربيين الذين يكتبون بالفرنسية.

على أي حال، بشكل عام يؤسفني أن النظرة العربية لهذا اللون من الأدب مازالت تراه فرع من أدب الأطفال على الأكثر مع أن هذه الفكرة مغلوطة تماماً، فقد ذكرت مراراً منذ مقدمة مجموعتي القصصية الأولى أنه بخلاف اعتقاد هؤلاء، تأتي أعلى إيرادات السينما الهوليودية من ليس فقط أفلام الخيال العلمي وإنما من “سلاسل” هذه الأفلام، حيث يجد عقل الكثير من كبار المثقفين صعوبة في فهمها، فما بالك بعقول الأطفال!

هذه الأفلام جاءت كنتيجة طبيعية للنجاح الساحق الذي حققته رواياتها في طبعاتها الورقية، حتى أنها لم تكتف بفيلم فتبعته أجزاء ثم سلاسل تلفزية كذلك، في ظاهرة لا أظنها تكررت مع أنواع الأفلام الأخرى، مثل سلاسل الخارقون (سوبرمان وسبايدر مان وبات مان … إلخ)، كوكب القرود (Planet of Apes)، الناهي (Terminator)، الغريب (Alien)، الطريق الشاق إلى النجوم (Star Trek) الذي ظهرت أولى أفلامه منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، الطفرات (X-Men)، بوابة نجم (Star Gate) الذي تحول إلى مواسم مسلسلات تلفزية تعرض حلقات جديدة أسبوعياً منذ أكثر من 10 سنوات بلا توقف، وطبعاً ربما أشهرهم حروب نجم (Star Wars) وليس حرب الكواكب كما هو منتشر خطأ، وهي تلك الملحمة التي تكونت من 9 أجزاء ومازالت تظهر علينا أجزاء فرعية منها تسرد السير الذاتية لبعض شخصياتها!

ما الذي نحتاجه ليكون هناك قاعدة لهذا النوع من الأدب؟

تغيير المنهج الدراسي الابتدائي –كما أُطالِب شخصياً منذ عقود– هو أول ما نحتاجه بحيث يُحَبِّب النشء الجديد في العلوم التطبيقية، ولا مانع لدي من التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، إذ لها خبرة طويلة ومناهج وتوصيات جاهزة في مجال تبسيط العلوم، مع ملاحظة أن القاعدة المطلوبة لازدهار أدب الخيال العلمي في بلادنا هي ذاتها القاعدة التي نحتاجها بكثافة لازدهارنا الإداري و الاقتصادي والصناعي والزراعي، وهي ضرورة تحبيب النشء الجديد في العلوم التطبيقية وضرورة إزالة فكرة أنها صعبة وجافة لإنجاح ذلك، ولهذا ليست مصادفة أن نجد نجاح هذا اللون من الأدب وانتشاره يحدث أساساً وسط المجتمعات المزدهرة فيها التقنيات العلمية التطبيقية، فلا يمكن أن نتصور انتشار أدب الخيال العلمي والإقبال عليه في مجتمع أمي علمياً وتقنياً لا يدرك قواعد هذا الأدب ولا أهمية القضايا التي يهتم بها.

حدثنا عن تجربتك في أدب الخيال العلمي؟

كانت بدايتها حرصي الشديد وأنا في الثالثة من عمري على متابعة سلسلة “ستار ترك” التلفزية اليومية منذ حلقته الأولى عبر تلفاز قاعدة “المِلاَّحة” الأمريكية في 1966، حيث بدأ بث هذا التلفاز في 1956 وكان من الممكن التقاطه بسهولة بهوائي بيتنا المتواضع آنذاك، فكانت تثيرني تلك الكائنات والمركبات والأسلحة الفضائية المستقبلية الغريبة تماماً عن عالمي الذي أعيشه في “قرية” طرابلس الغرب! ثم سرعان ما ولعت بقصص الكوميكس اللبنانية المترجمة والمصرية التي كان يشتريها أبي لي ولإخوتي أيام طفولتنا أسبوعياً، فلم تنقطع عنا إلا حينما توقفت عن الوصول إلى مكتباتنا مع إعلان معمر لثورته الثقافية للأسف، كما قرأت رواية “العنكبوت” ورواية “رجل تحت الصفر” للدكتور التنويري المصري الراحل “مصطفى محمود” منذ أن كنت في الـ13 من عمري! وقد فتحت أمامي كل هذه القصص والروايات الشوق لمتابعة تفاصيل أفلام الخيال العلمي التي كان يعرضها “أحياناً” التلفاز الليبي الأوروبي آنذاك، ثم أفلام أشرطة الفيديو التي صرت أحرص على اقتنائها فيما بعد قبل ظهور الفضائيات، هذه القصص والأفلام، مع تشجيع أبي لنا للاتجاه العلمي في دراستنا دون تحديد تخصص معين لنا منذ أن أهداني صندوق مختبر كيميائي ومِجْهَر للأطفال في صفي الرابع الابتدائي، كل هذه المؤثرات نَقَشَت في نفسي حُب كبير ومبكر للعلوم، (أو ربما حفزت استعدادي الوراثي لذلك!)، حتى أنني كنت أُجيب كل من يسألني أيام طفولتي عن المهنة التي أرغب في ممارستها بقولي: “رائد فضاء”! وكنت لأدخل بالفعل كلية العلوم الفضائية لو توفرت في بلادنا، لكن لأنني لم أجدها درست في كلية الهندسة النووية، والحق أنني لست نادما حتى اللحظة عن دراستها، فقد أضافت إلى هوسي العلمي الكثير وأجابت عن الكثير من أسئلتي الحائرة حول أصغر مكونات المادة، لقد جعلتني مثلاً أفهم سر قدرة “البرق” (Flash) – إحدى شخصيات الكوميكس التي كنت أقرأ قصصها في طفولتي – على اختراق الجدران، وجعلتني أفهم أكثر شخصية “الذرة” … إلخ،  

أما متى بدأت كتابة هذا النوع من الأدب فبعد انتهاء ضجيج دراستي الجامعية والخدمة الوطنية وحصولي على وظيفة في 1990، كانت أفكار قصصي آنذاك –قبل أن أدونها على الورق- تعيش هائمة في نفسي، كأسئلة مُجَنَّحة، بعضها كانت أسئلة حائرة تبحث عن إجابة علمية انبثقت مباشرة من إحدى محاضرات أيام الجامعة، أو بعد انتهائي من مشاهدة فيلم خيال علمي، أو من بعد انتهائي من قراءة فقرة ما في كتاب علمي، أو حتى كتاب ديني على فكرة! تراكمت هذه الأسئلة حتى تحولت إلى مشاريع “ماذا لو”، أي محاولتي الشخصية لإيجاد أسئلة شافية لها، ثم وجدتها قصص قصيرة في حد ذاتها، تتبلور فيها آراء شخصية لي في هموم هذه الدنيا، آراء دينية وفلسفية وحتى تقنية لمشاكل يومية أو تشرف علينا من مستقبلها، وفي يوم قلت لنفسي: لماذا لا أخرجها على الورق طالما أنها حلول ممكنة في نظري؟ فنشرت محاولاتي الأولى سنتيْ 1998 و1999 في مجلة “المَجَرَّة” التي يصدرها النادي العلمي الكويتي ومجلة “العالِم” التي أصدرها المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية بالسعودية، حيث أصابت والحمد لله نجاح كبير، استشففته من رد هيئة التحرير وطريقة احتفائهم بالقصة من حيث الإخراج وتطريزها بعناوين فرعية وطلبهم المزيد من قصصي لنشرها، مما أثبتت لي عمق قراءتها وتقييمها،

في 2006 نشر لي مجلس الثقافة العام مجموعتي الأولى بعنوان: “مشكلة إيمانية”، في 02/05/2008 قدمت د. نوارة محمد عقيلة ورقة حول مجموعتي هذه ضمن ندوة عن الأدب الليبيّ في كلية التربية بجامعة الجبل الغربيّ بمدينة غريان الليبية بعنوان: “أدب الخيال العلميّ في الأدب الليبي، “مشكلة إيمانيّة” لعبدالحكيم الطويل أُنموذجا”، فكانت دفعة جيدة لي لأستمر في الكتابة في هذا اللون من الأدب، وفي المؤتمر الدولي الأول للأدب الخيالي والخيال العلمي الذي نظمته “جامعة كارلوس الثالث في مدريد” الأسبانية في الفترة من 06 إلى 09/05/2008 قدم الكاتب الأسباني “داريو ماريمون” Dario Marimón ورقة بعنوان “الاقتراب من الخيال العلمي في العالم العربي- الأصول المحتملة، نظرة عامة ومستقبل هذا النوع”، حيث ذكر أعمالي بادئاً بقوله: “… كما أن الليبي عبد الحكيم الطويل، مهندس نووي، الذي كتب لسنوات قصص خيال علمي في المجلات العلمية الكويتية، جمع نتاجه الآن في “مشكلة إيمانية” من إصدارات عام 2006″.

في العدد السابع من مجلة الجليس الذي صدر عن وزارة الثقافة في تاسع أشهر سنة 2007 سُعدت بقراءة مميزة لك عن مجموعتي هذه، تبعتها في ذات الشهر قراءة مميزة أخرى للكاتب عادل بوجلدين في صحيفة العرب العالمية.

في 2008 أدرجني د. عبدالله مليطان في معجمه الذي خصصه للقصاصين الليبيين، حيث نشر فيه مرفق بسيرتي نماذج من قصصي في أدب الخيال العلمي.

في 2013 خصص الكاتب المصري شوقي بدر يوسف باب خاص بسيرتي الذاتية في كتابه “للعرب خيالهم العلمي” الذي صدرت طبعته الأولى عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، مصر.

في 2019 نشرت لي دار فانتازيون في مصر مجموعتي الثانية (مخطوطة بنت أبيها) وكم سعدت بقبولها بشكل كبير هناك وإن كان هذا ليس غريباً ومصر أرض خصبة للإبداع الأدبي والفني عامة والبلد الأولى في نشر الخيال العلمي العربي، حيث حظيت باهتمام العديد من الكاتبات والكتاب الشباب والمهتمين الذين نشروا عدة قراءات مميزة لها.

وفي مؤتمر “لسانيات النَّص وأنماط الخطاب الأدبي في ليبيا” الذي انعقد بمدينة طُبرق الليبية في الفترة من 3 إلى 5 أغسطس 2019 برعاية وإشراف كلية الآداب بجامعة طبرق شاركت د. نوارة محمد عقيلة من جامعة سبها الليبية بورقة عنوانها: المُمكن والمستحيل في قصة الخيال العلمي “تجربة عبدالحكيم الطويل نموذجاً”.

وكم كنت سعيد جداً حينما فازت إحدى قصصي بالجائزة الأولى في المسابقة التي أقامتها “الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي” في 2019 حيث كانت القصة الأولى ضمن كتاب “المقاومون” الذي نشرته الجمعية في 2020 وضم القصص الفائزة في هذه المسابقة، كما يسعدني أن تكون سيرتي في الخيال العلمي من ضمن سير أخرى في كتاب باللغة الإنجليزية من تأليف رئيس هذه الجمعية حول أدب الخيال العلمي الإسلامي، كان من المتوقع صدوره في شهر يوليو 2021 غير أنه تأجل إلى نهاية هذه السنة أو بداية السنة القادمة.    

ما هي مشاريعك المقبلة؟

لدي الآن مجموعة قصصية ثالثة في أدب الخيال العلمي شبه جاهزة للنشر، ومجموعتيْن أخرييْن تحت التأليف أتمنى أن أنجح في نشرهم قريباً، أُفكر كذلك في طبعة ثانية لمجموعتي الأولى “مشكلة إيمانية”، وفي إصدار تراجم لمجموعة مختارة من قصصي باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ولا أخفيك أمنيتي في أن تجد إحدى قصصي قبل أن أغادر هذه الحياة طريقها إلى الدراما! ولو على مستوى إحدى الراديوهات المحلية عبر تمثيل شابات وشباب يؤمنون بأهمية نشر ثقافة الخيال العلمي لدولة متخلفة تقنياً واقتصادياً مثل بلادنا للأسف.

كلمة أخيرة…

شكراً جزيلاً لاهتمامك بدوري في أدب الخيال العلمي الليبي، متمنياً أن يُدرك مسؤولينا في مجالات التربية والثقافة والبحث العلمي أهمية أدب الخيال العلمي في تنمية مجتمعنا الذي يئن كثيراً من أُمية تقنية لا تتناسب والعصر الذي نعيشه.


عبدالحكيم عامر الطويل

مواليد طرابلس الغرب، ليبيا، 02/09/1963.

مُتحصل على البكالوريوس في الهندسة النووية. يعمل حاليا بمؤسسة الطاقة الذرية الليبية خبير نووي أول، وعضو الفريق الوطني للطوارئ النووية بالمؤسسة.

متحصل على براءة اختراع رقم 257-92 بعنوان زيادة مقاومة الحديد الصلب للصدأ بأشعة جاما.

مهتم بالتاريخ والآثار والسياحة وأدب الخيال العلمي، حيث نشر نتاجه في المطبوعات المحلية والعربية والعالمية. كما قدم مجموعة من المحاضرات وشارك في العديد من الملتقيات الثقافية إضافة إلى أقامته لمعارض للتصوير الفوتوغرافي.

صدر له:

الطاقة النووية في بيتك، 1991، ثم نسخة منقحة في 2004، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، ليبيا.

مُشكلة إيمانية، 2006، مجلس الثقافة العام، ليبيا.

خفايا جديدة مثيرة تكشفها مقبرة طرابلس البروتستانتية، (14/07/2008)، المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية (مركز الجهاد سابقاً).

حَجَرُ الرجبان، (01/01/2011)، وزارة الثقافة، ليبيا.

بنت أبيها: 2020، منشورات دار فانتازيون للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر.

المقاومون: 2020، الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي لمجموعة من المؤلفين.

له عدة كتب وتراجم من وإلى اللغة الإنجليزية وفي أدب الخيال العلمي والشعر والقصص القصيرة والرواية والتاريخ والآثار الليبية قيد الإنجاز أو في طريقها إلى النشر.

مقالات ذات علاقة

الناشر سراج الدين بطيخ : صناعة النشر في ليبيا تعاني الأمرّين

مهنّد سليمان

نويمي فيرو: الترجمة كالحب.. ليست خيانة

محمد الأصفر

جمعة الفاخري: أُقحمْتُ لأكونَ ربَّانًا يمكنُهُ إنقاذُ سفينَةٍ تغرقُ في عرضِ محيطٍ هادرٍ

المشرف العام

اترك تعليق