وجاء الردُ لاهتا محلّقًا من فلسطين من لدُنْ الأديبة الأريبة الفذّة الأستاذة رحمة عناب
رُواء : ….. (هذا النص العاق لا يُخبأُ تحت إبْطِ الوقار، .. هدية فارهة نزِقة لِثُلّةٍ من عالمٍ مكبوت)
عبدالسلام سنان / ليبيا
أيتها الممسوسةُ بحنطةِ الشمس
الغارقةُ في منتصفي
كأنّكِ فزّاعة العطش عند جلجلةِ التضاريس
وتنهيدة الرخام وحماسة الرجف
عند غزو الذهول الفاجر
ترفلين بشغفِ الاستدارة ورغائب الاحتدام
ندخّن الليل، نلهو في شُرْفة المجاز
بإصبعين من لذّةٍ وبكاء نفتّتُ الأنواء
توطيدٌ يَخُضُّ الغِواية الشّاقة الفصيحة
مرهونةٌ بالأنفاس بعد نيّفٍ من قنص
رهيبُ الجِدال، يكادُ يختنق
ايّتها المسكونة بكرنفال القهوة وشهوة الرملِ والأنهار
كما السُطوع والهذيان
ينثالُ نهدكِ الخيزراني بقامةِ أغنية
اللامعُ نمشًا
البازغُ جمرًا كمُهْرةٍ شاردة
فاضتْ خوابيه رعْشًا وبللاً
كأحْصنةٍ تاهت عن فلاةِ مراعيها !
كغيْمةِ الخصب كشموخِ زنْبقة
كنهرٍ ينامُ على عطش زؤام !
إليكِ بِزُرْقةِ لغتي وفضّةِ هوسي
أهدرها على مسامعِ ليلكِ القاني
أبدّدُ ملكوت الخُواء الطافح
وخفْقةِ الهفوات عند التماس المُحْتضِرْ
كالماءِ الموجوع عند جذوة الغرق
كدنا على شَفَا الموت الطاعنُ في اللّذة
نُدشّنُ ملحمة النصر .
جاء الرد محلّقا من فلسطين ..
رحمة عناب .. فلسطين
النص :(على اهبة المساس.. ترتجف الزنابق ) مشيا اقتحم إرث التناص هذا
أيها المتزمل بغواية السهوب
الرّافل نحو مجراتي
كما خيْل تجمح بشغفٍ عاصف
سالت تحتشد حول بئر المخيّلة
تمضي في اختلاجات الرجف
وتدفق العطش
تدوخ الهذيان
نتساقط في كأس اللغة
بشفاه من غناء و شوق
نختزل ضباب الكلمات
من نوافذنا البعيدة تَتَحرر الانفاس
ويضيء عود ثقاب ناهم الاشتعال
يستشعر المغازل المحمومة
أيها المتمدد على شطحات مدوناتي
كأنك العطر على جسد امرأة وقّادة
تنقر رئة قصيدة يراودها النهم
تفوح من كرومها نعناع ضحكاتنا
في سراديبها يختبئ وقار مكابر
يندلق تحت قميص الليل
كرجفةِ الزنابق عند تغريد التضاريس
يؤثث لحياة تقصم ظهر الشوق
إليك….
بــ عقيق أغنياتي و فيروز أبجديتي
أسرجها بروقا على وجهكَ المكتظ بشرودي
تراود ليل توجسك
على طاولة انتظار مطير
متأهبة شقوتنا
كرشقة ضوء تجنّ
على ركح ريح متعصبة
لا تعرف الانطفاء
كوسوسة حمقاء حاضرة
ترتجّ على هامش القصيد
لا ينتشلها من ذيّاكَ الموت المنذور للخلود
إلا هروب محنّك يتمنّع
يعيد صياغة الحماقات بمجاز صمت مدسوس..