تقرير: حسن عبّادي (حيفا)
عقدت رابطة الكتاب الأردنيين مساء الاثنين 26.07.2021 في العاصمة الأردنية عمّان عبر تطبيق زوم الندوة الحادية عشرة لمبادرة “أسرى يكتبون”، وخصصت لمناقشة كتاب “أسرى وحكايات” (من فن السيرة في السجون) للأسير أيمن ربحي الشرباتي الملقّب بـ (المواطن)، وأدار الأمسية الشاعر محمد خضير الذي تحدث عن الكتاب وأدب السجون، وقرأ نصوصاً من الكتاب. وقد حضر الندوة العديد من الأدباء والكتاب والمهتمين بأدب الحركة الأسيرة.
افتتح باب المداخلات الأديب المقدسيّ محمود شقير بتحيّة للأسرى خلف القضبان، وقرأ رسالة بعثها للكاتب يوم 24.11.2020 وتطرّق لكيفية كتابة الكتاب ورؤيته النور، وأسلوبه واستخدامه الفكاهة بطريقة ذكيّة.
تلاه الكاتب صالح حمدوني بمداخلة عنونها: “سفر التنكيل“، وجاء فيها: “ينقطع الفعل الإنساني في حالتين: “في الأسر ترفض الروح إلا تأكيد وجودها، لذا تتحوّل الكتابة إلى فعل تُقاوم الروح من خلاله لتأكيد حضورها، وإصرار جسدها على البقاء من خلالها، الكتابة ملاذ أخير، وربما وحيد، ليقول الأسير بعد 24 عاماً من الأسر، أنه موجود وحيّ.”
وفي مداخلة للكاتب محمد عويسات بعنوان “مقاومة الضّياع في عتمة الزّنازين” تناول فيها الناحية الموضوعية والفنيّة وقال: “أبرز ما يسم الكتاب هو الحشد العظيم من الاستعارات والمجازات والتشبيهات والتّصوير البيانيّ، التي منحت نصوصه لمسات جماليّة رائعة، وإن كان تواليها متراكبة متكاثفة يأتي أحيانا على حساب الفكرة.”
تلتها كلمة للأسير أيمن الشرباتي، ألقاها نيابة عنه ابنه علاء، شكر فيها القيّمين على الندوة وكلّ من ساعده في النشر، وتحدّث عن أهميّة الكتابة والنشر بالنسبة للأسير “بدأت بالكتابة بعد وصولي إلى قناعة بأن الصراع العربي الإسرائيلي ما هو إلّا صراع روايات بالدرجة الأولى والأخيرة فقرّرت أن أجعل من قلمي بندقيّة مشحونة بذخيرة الأحرف، وأن أجعل لغتي خندقُا ونصوصي حصنًا افتراضيًا في وجه سجّاني”.
كما وشارك في النقاش الأديب جميل السلحوت والقاص مصطفى عبد الفتاح، والأديب سعيد نفاع (الأمين العام لاتحاد الأدباء الفلسطينيّين الكرمل 48) وقرأ قصّة بعنوان “المواطن يكتب القصّة”.
وكانت المشاركة الختاميّة للمحامي الحيفاوي حسن عبادي الذي شكر بدوره ميسّر الأمسية ورابطة الكتّاب الأردنيّين، راعية المشروع، كما تحدّث عن أهميّة الكتابة بالنسبة للأسير “إنَّ الكتابة خلف القضبان متنفّس الأسير، يرسم الوطن وقوس قزح يتكوّر في أعالي السّماء ليعانق شمس الحريّة… نعم؛ الحريّة خير علاج للسّجين”.