(الى روح الفنان الراحل/ هيثم درباش، رحمه الله)
كريمة أحمد
وحدها تلك الالتفاتة
تبعثُ في قلوبهم الصغيرة الفرح
منحتهم السعادة
لم يكُن يعلم أنه على موعدٍ مع الرحيل
وأنها الالتفاتة الأخيرة
كان هناك إصرارٌ قدريٌ على السفر
لم يُمهله الوقت لكي يعتذر منهم
أن يربُتَ على أكتافهم
يُطيبَ خاطرهم
الوقت إذا أزِفْ أخذك بغتة
لم يكُن هناك من مخرج
جميعُ الطرق تؤدي للوجع
تحملك إليه على عجل
من المُفجع أن يخونك حدسُك
أن لا يستبق الشعور بموعد اللحظة الأخيرة!!
كيف ينتهي منك الوقت
يقدمك سريعاً لتابوت الوداع
يظل متخفياً بين لهو الحياة
يقتنصك في أشد لحظاتك تمسكاً بها !!
يا ترى
كم يلزمهم من القوة
من الصبر
ومن التمثيل
أنهم سيكونون بخير !؟
كم يلزمهم
من كتمان الوجع
من مقاسمة الأماكن الفارغة
من ضجيج حضوره والأمان
الفرق كان البارحة
مابين كلمتين
تُصبح على خير
حبيبي
صباح الخير
كان ما بينهما آخرُ عٍناق
لم تشبعهم ليلة الحُلُمْ بالعيد
كانت مليئة بالإنتظار
فارغةً من دهشة الفرح
رصيف الأحلام لم يعُد مُزهر
ها هُم الأن
وبذهول القدر
يرتقون إلى مرتبة الأيتام
غرباء
في مدينةٍ
تسخر من الحياة.
رحم الله الفنان الإنسان هيثم الدرباش وجميع من رحلوا قصراً عن أطفالهم والحياة..