طيوب النص

بعيداً عن السياسة

من أعمال التشكيلي الليبي محمد بن لامين

بما أني أعاقر الكتابة منذ زمن،تعودت أن أخذ شهيقا وزفيرا كلما شعرت أني أحاول أن أشب عن الخط، أو أن ترتفع قدامي متطلعه لما وراء حدود الصفحة. أحاول أن أروض حواسي أن أقمع فضولها و أن أشذب بهدوء

تحليلها للأمور، أن أمنعها من لمس تلك القنابل المدفونة بين السطور، أن أغض بصرها عن النظر إلى الحقيقة ،وألا تتذوق معسول الكلام، وألا تشم ما تخفيه النوايا، وألا تنجر بحسها الخفي نحو الإعلانات المبوبة والجذابة.

حين أخالف كل الآراء السياسية و لا انساق خلف السياسيين، حين أحمل وطني على كتفي ويصبح هو (قضيتي)، دون حزب أو برلمان أو مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، دون تلك الولادات المشوهة والإسقاطات المتكررة لأحلام البسطاء .

أكبح جماح قلمي أوفقه …أجهض تلك النبضة التي خلقت من رحم الوطن و أتوقف كل العمر حداد عليه .

فأنا الآن أقف على حياد يملأني الفراغ و يخنقني الامتلاء، أقف انظر إلى وطني وأحاول أن أهش عليه بقلمي كيد

الكائدين الذين شبعوا من ضرعه وانهالوا عليه يتقاسمونه نهاراً جهاراً .

لا تظنون أني أكتب عن السياسة، فقط أنا أحاول أن أتأقلم على مشاهدة الوضع الدرامي لبلادي أن أتزحم هذا الوجع الذي يقطن داخلنا بلغة تحتوى كل الكلام .

أن أسرد ملحمة وطن انهلنا عليه بشتي أنواع الظلم، ولا يزال يضمنا ويتأمل منا خيراً ..

ملاذ النورس

مقالات ذات علاقة

حروفيات

ناصر سالم المقرحي

أليس مِنْ…؟

سليمان زيدان

الحب

المشرف العام

اترك تعليق