المقالة شخصيات

شعلة تتقد

#تسعينية_المصراتي

الكاتب علي مصطفى المصراتي تصوير: فتحي العريبي
الكاتب علي مصطفى المصراتي
تصوير: فتحي العريبي

علي مصطفى المصراتي ليس اسماً عادياً في سِفر الثقافة الليبية، والأدب الليبي، إنما علامة ومنارة لترشد كل من أرد الدخول لهذا العالم. الدكتور “مصطفى محمود” أطلق عليه (عقاد ليبيا)، والكاتب “أنيس منصور” يقول إنه لمعرفة ليبيا طريقان؛ الأولى زيارتها، والثانية التعرف إلى “علي مصطفى المصراتي”. ثم ما الذي يجعل الكتاب العرب في أي محفل يسألون الوفد الليبي عن العم “علي”؟ كما يحكي الكاتب “كامل عراب”.

ثمة الكثير من الأسباب التي تجعل من “علي مصطفى المصراتي” علامة ليبية بامتياز. فهو رجل أحب ليبيا، عشقها وعشق ترابها وأخلص لها، وربما لأنه ولد وعاش صباه وشطر شبابه الأول في مصر، مهاجراً صحبة عائلته ومجموعة العائلات الليبية التي أجبرها الاستعمار الإيطالي على الهجرة إبان احتلاله، كان ثمة توقاً للبلاد الأصل يسكن صدره، وشعلة تتقد شوقاً للعودة لهذا الوطن الذي حرم من الولادة واستنشاق هواءه مع أول شهقة.

وما إن أتيحت الفرصة حتى عاد، ليكمل المهمة التي بدأها أجداده في مسيرة النضال، من أجل حرية البلاد، وطرد المستعمر عنها، فمارس العمل النضالي من خلال السياسة، مع حزب المؤتمر، وبالكلمة خطيباً وكاتباً.

علي مصطفى المصراتي الكاتب، لم يختر جنساً أدبياً يترجم أحاسيسه من خلاله، ولم يختر مجالاً محدداً في الكتابة يتخصص فيه، إنما هو الكاتب الذي رأى إن المكتبة الليبية فقيرة، والثقافة الليبية مغيبة عن الساحة العربية، وهو الذي عاش في مصر ونشر في صحافتها، وعرف وصاحب كتابها وأدبائها. فنذر نفسه جندياً لخدمة الثقافة الليبية، فمارس العمل الصحفي، بالنشر في الصحف الليبية، من خلال المقالة والقصة القصيرة، ولم يكتف، فكتب في مختلف مجالات المعرفة، معرفاً بالتاريخ الليبي، والثقافة الليبية، والتراث الشعبي الليبي. وبشهادة جميع المهتمين، فما قدمه للمكتبة الليبية والعربية من كتب، هي من المصادر والمراجع المهمة.

أما في مجال الكتابة الإبداعية، فكتب الأستاذ “علي مصطفى المصراتي” القصة القصيرة، وأبدع في التقاط شخصياته وحكاياته، والتي صاغها بأسلوب تصويري بسيط، سلسل يمرق للقارئ بسرعة، خاصة وإنه يستخدم في نصوصه الكثير من التعبيرات الدارجة باللهجة الليبية، في شكل كلمات وحوارات.

العارف بشخص أديبنا “علي مصطفى المصراتي” يعرف روحه مرحة، والتي لا تكف عن توزيع الابتسامة أينما حلت، فهو يتمتع بذكاء اجتماعي يمكنه من التقاط النكتة، وإدارتها، كما إنه يتمتع بشبكة علاقات اجتماعية مع العديد، ومن مختلف المستويات الاجتماعية، ولن تستطيع حال لقائه من الوقوف خجلاً من حفاوة استقباله لك.

اليوم نحتفل بذكرى ميلاده التسعين. عمر أفناه في العطاء، والبذل، فلم يبخل على ليبيا بجهده وعلمه، أعطاها ما يستطيع، وبذل في سبيلها الغالي، دون أن ينتظر شكراً. كان يعمل بإيمان العابد، ويعطي بسخاء عالم.

أمد الله في عمر أديبنا وشيخنا، الأستاذ “علي مصطفى المصراتي”، ومتعه بالصحة والعافية، والقوة على العطاء في سبيل المعرفة والثقافة.

 

مقالات ذات علاقة

عبد الله القويري.. سيرة الباحث عن الوطن

أحمد الفيتوري

صديقي الشاعر محمد الشلطامي

محمد قصيبات

مقهى بيت الثقافة أعاد طفولتي

رمضان كرنفودة

اترك تعليق