تراث

بشمار الزايرة

سالم شلابي

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

الزايرة والرمو والصايبة والبشارة والنحيلة جلها من العادات الليبية التي كانت سائدة بين الاسر والعائلات في مدينة طرابلس الغرب فكانت جزءا من ذلك الزمن الجميل…

فكانت بداية من الزايرة التي كانت فيه فتاة الحي تتحجب عن الانظار ولا تخرج من عتبة الحوش لتتهيأ لمن يأتي يطلب يدها من قبل الخاطبات اللواتي (يبيّنو فيها) وتعيش في كنف تحضيرها (للبتات) الذي يجعل منها كنه وتكون بذلك قد ودعت آخر ليلة من عرسها وهي ليلة الدخول تزفها الزغاريد لتبقى سيدة في حوش اللاها وسيدها لاتخرج منه لمدة سنة كاملة ثم ينزع عنها ذلك لتبارح بزيارة الى حوش اهلها وفي هذه الحالة تعرف بين الناس (بالزايرة) فتقام لها مباهج الفرح لمدة اسبوع كامل ثم يعود بها بعلها بعد لمة الاحباب الى مخدعها في حوش العيلة مصحوبة (بالصايبة) وهي المتمثلة في هدية متواضعة من قراطيس الشاي والحلوى واللوز والسكر والكاكاوية الذي يحتوي عليها (سابات الصايبة) والى جانب ذلك صرة التستمال أو لفة البخشة التي تحوي هدايا الزايرة وربما كان مع هذه الهدايا خروف الصابية…

وعندما نأتي الى ذكر (النحيلة) نجدها تعطي للمواليد الجدد (والبشارة) تعطى كهدية لمن كان قد أتى بخبر مفرح أما فيما يتعلق (بالرمو) فكان يعطى في شكل رأس من الخراف يقدم عادة في مناسبات الافراح وخصوصا اثناء وصول الحجيج الى بيت الله الحرام إما في مناسبات الاعراس سواء في ليلة النجمة أو في يوم المحضر والدخلة وتكون عادة بين النسوة حيث يأتي هذا (الرمو) بالمال اما في حفلات الختان وفي بعض الاماكن خارج المدينة يكون (الرمو) بين الرجال بداخل طاقية صاحب (النوب)…

واخيرا كانت هذه العادات قد افلت مع الزمان الجميل وهي في اعتقاد اصحابها حلقات متواصلة في سلسلة ترتبط بجماليات بشمار قمجة الشاريت وبيزوان قفطان كسوة الجلوة وتليك الفجوة وفرملة الفانك وقمجة البارات.

مقالات ذات علاقة

الكاسكا رقصة الليبيين ضد العطش والموت

منصور أبوشناف

كانوا هانا

حسن أبوقباعة المجبري

حِسَابُ الأَيَّامِ فِي غِيَابِ الأَحِبَّةِ – 2/2

جمعة الفاخري

اترك تعليق