العصفور
كئيباً، بدأ هذا العصفور وهو يحلق جيئة، وذهاباً، يطوف حول عشه الذي هجره مرغماً، لما أدار صاحب المنزل جهاز التكييف..َ ظل العصفور يزقزق، وكأنه يبكي، ويرثي، لحاله.. رأى عيدان عشه تتطاير بفعل هواء المكيف..َ مل وكَل الطواف حول العش.. قرر أن يبحث عن مكان آخر يستقر به.. فوقع اختياره على قبعة من الحديد، وضعت فوق جرس الباب الرئيسي للمنزل، واتخذ منها مكاناً، لإعادة تشييد عشه.. صار كلما دق جرس الباب، يرد العصفور بزقزقة رائعة كأنه ينذر، أو يخبر، صاحب المنزل، بزائر ما.. تكرر الأمر مرات، ومرات حيث الحظ صاحب المنزل ذلك، توطدت علاقته بالعصفور، فكافأه بأن بنى له بيتاً خشبيا، جميلا استقر فيه زمنا، إلى أن ترائى له ذات مساء، سرب طيور مهاجرة، فاعتراه الحنين، والشوق، والشجن، فحلق على آثره ولم يعد..
2008
بساط الأحلام
لملم أفكاره وطفق ينهال على حبل الأيام، بمقص السفر، راح يمنّي نفسه بلحظة، انتظرها حد النسيان.. ولمّا أنجز أوراق اعتماده، لنيل بطاقة إقامة دائمة بقلبها، سحبت فجأة من تحت جوارحه بساط الأحلام.. تدحرج قلبه، ركله بأنفاسه، وقع بقعر أوهامه، فقرر الرحيل.. ركب الزمن، وغادر يعزف مزمار أحزانه، إلى حيث ردم ذكرياته الآنية، بحفرة جفائها.
شتاء 2014
ارتواء
سألها بتهكم.. ما بال أنفاسك ما عادت تدثر عمق ليلي القارس؟
ردت بامتعاض.. سل أمطار حبك التي صارت تجفف الظمأ، بعد ما كانت تغرق الارتواء.
شتاء 2013
2 تعليقات
سماء ثتاء وغيوم امتنان لموقع الطيوب على بهاء التوثيق وسخاء النشر..
الود والشكر موصول لك