النقد

استنطاق المحسوس في حكاية مشط..!!

حكاية مشط للقاصة هدى القرقني.

كثير من كتاب القصة والشعر يتعاملون مع الصور المحنطة والمحسوس وغير المطلق وكأنها أشياء صناعية وبالتالي تأتي الكتابة عنها بشكل مغلق ومبهم أحيانا..  ولذا يغيب عنها عنصر الدهشة..  لكن “هدى القرقني” في مجموعتها (حكاية مشط) الصادرة عن مكتبة الكون بالقاهرة استطاعت استنطاق الجامد بأحاسيس فائقة الدقة وبخلفية معرفية بديهية..  لكننا لا نجيد التحدث نيابة عنها..

هدى..  بما تمتلكه من موهبة وبما تسيطر عليه من أدوات الكتابة تحدثت بلسان “زجاجة عطر” وبدفق “ورقة” وبتراقص سمكات ذات صباح..  وعبرت عن تمايل رقاص ساعة حائطية..  وحكت عن الفستان الوحيد لدمية من مرمر..  وعن معاناة مشط مرت عليه سنوات في مكان العرض لا أحد يلمسه ظل ينتظر يدا تدفع ثمنه وتغادر به.. وراقبت بتقنية فريدة غراب أسود يبحث بمنقاره عما يسد به جوعه القاتل..  وتابعت مسيرة ولادة متعسرة لقطة تركت أربعة أطفال ثم فارقت الحياة..

تقع المجموعة القصصية التي التهمتها في أقل من ساعتين في حوالي سبعين صفحة..  ورغم قصرها إلا أنها تقدم لنا لونا من القصص التي تستنطق الأشياء المحسوسة من حولنا وتتحدث بالنيابة عنها..

مقالات ذات علاقة

اللقيط يواجه المجتمع في (الرسالة)

يونس شعبان الفنادي

بِنيةُ النَّص السَّردي عند الشاعرة الليبية سهام الدغاري

المشرف العام

مفتاح الخيميائي

عبدالله الماي

اترك تعليق