أربعون الفنان الراحل .. إسماعيل العجيلي
تمر اليوم أربعينية الفنان والممثل الراحل “إسماعيل العجيلي” الذي غادر دنيانا يوم الثلاثاء الموافق 9 فبراير الفارط 2021م، غادر وهو مُحمّل بشجون وطن وآمال أمة كان الفنان الراحل شعلة متقدة نجدها أينما يممنا وجوهنا جُعبته تَسع كنوزًا من حكايا الأمس التليد وضوع ذاك الزمن الذي يتعاضد فيه الجار مع جاره وتجتمع فيه الأسرة على كِسرة خبزة واحدة، أيام غطّاها غبار السنين يرويها لك الخال إسماعيل بسلاسة مَن خبر الدروب الوعِرة، فقد ولد في مدينة طرابلس القديمة وترعرع وشبّ في أزقتها وتحديدًا في منطقة باب البحر في كنف أب يمتهن الصيد ويُراوغ أمواج اليّم ليقتفي آثار رزقه وقوت عياله على ساحل طرابلس المتكئة على حُنوِّ أبنائها، ليغرِف الفنان من مناهل قصصه ونوادر صيّاديه فالصيّاد كما يمتهن صيد الأسماك يمتهن الجلد والصبر أيضًا.
ولد الراحل “إسماعيل العجيلي” في 10 فبراير من العام 1956م، بمدينة طرابلس، بمنطقة باب بحر، التي عاش فيها ولم يغادرها حتى تاريخ وفاته.
وبدأ الراحل يتلمس أولى خطواته الفنية مع انخراطه للدراسة في معهد التمثيل آواخر ستينات القرن المنصرم الذي تخرّج منه عام 1974م ليلتحق تباعًا بالفرقة القومية للتمثيل وينطلق في رسم أبجدية هُويّته الفنية فأخذت تجربته تتبلور مع المخرجين الراحل “محمد الكامل” و”محمد القمودي” والفنان “عبد الرزاق المغربي”، وتلألئ نجمه مع الفنان “يوسف الغرياني” والشاعر الراحل “أحمد الحريري” إذ قدّم هذا الثلاثي الإبداعي على إمتداد سنوات باقة متنوعة من الأعمال والبرامج الفنية التي عُدّت بمثابة حجر الزاوية لفن المنوعات الدرامية في العالم العربي، ولعل من أهم تلكم الأعمال المسلسل الشهير (السوس) الذي أنتج في ثمانيات القرن المنصرم وقد جمع كوكبة متميزة من فنانيّ ليبيا وكان من اخراج السوري “ممدوح مراد”، والذي تحصل على الجائزة الثانية في مهرجان التليفزيون العربي بالقاهرة الأول سنة 1993 بعد مسلسل “ليالي الحلمية”.
إسماعيل العجيلي ذاكرة فنية واجتماعية لا يمكن إلا يقف عندها المتلقي يوظفها الراحل بخفّة عصفور وتلقائية طفل لا يجانبها التكلف والاصطناع ولعل ذلك ما ساهم بتجلي في نجاحه ونفاذه لقلوب المتلقيين. وكانت آخر أعماله مؤانسة رمضانية بعنوان (روشن عالبحري) عبر قناة 218.